حوار بين الثقافات
يُحتفَل سنويًّا في يوم 21 مايو باليوم العالميّ للتنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية، والذي "لا يحتفَل فيه بغنى ثقافات العالم وحسب، بل بالدور الأساسي للحوار ما بين الثقافات لتحقيق السلام والتنمية المستدامة". ويعتبر جلب الثقافة والاستدامة أمرًا جديدًا ونسبيًا للأمم المتحدة، والتي أوضحت موقفها تجاه هذا الأمر في ديسمبر 2015م.
ولكن لطالما كان الحوار بين الثقافات والتنمية المستدامة جزءًا من قيمنا الأساسية في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، الذي يقع بمدينة الظهران في المملكة العربية السعودية، حيث يعد "إثراء" وجهة ثقافية تقدم حزمة من البرامج التي تصب في مجالات الفنون البصرية والسينما والفنون التمثيلية من حول العالم، إلى جانب تقديمه للثقافة السعودية للعالم، كما أن مركز "إثراء" يتميز عن غيره من المراكز الثقافية بتفانيه في مجال الاستدامة وريادة الأعمال.
وقد حاز "إثراء" على الجائزة الذهبية في القيادة في الطاقة والتصميم البيئي LEED (وهي برنامج اعتماد عالمي للأبنية الخضراء)، فيما كانت بيئة البناء هي بداية تركيز إثراء على الاستدامة، فإن كامل سجل البرامج الثقافية والتعليمية مخصص لتغذية اقتصاد إبداعي مستدام، حيث يعد "مختبر الأفكار" أحد مكونات المركز الرئيسية، وهو استوديو ابتكاري يقود أكبر حدث سنوي وموسم إبداعي "تنوين"، كما يجلب مختبر الأفكار المبتكرين من مختلف أنحاء العالم ليخلق حوارًا حول موضوعات تتراوح بين الأفلام إلى صناعة الفضاء، ويتناول موضوعات أشمل تمتد من ظواهر الصناعات المتغيرة إلى الممارسة الأساسية لمساعدة الأفراد في بناء نموذج أولي وطرحه في الأسواق، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة.
وينظم "إثراء" معرض "شطر المسجد"، الذي يعد الأول من نوعه، والذي يدور حول المساجد، والأعمال الفنية الرائدة من الفن الإسلامي إلى العالم، ويتضمن 84 عملًا من متحف الفنون الإسلامية في القاهرة بتوجيه من المجلس الأعلى للآثار المصرية.
ومن ضمن البرامج الأخرى الرائدة في "إثراء" والمختصة بالتنوع والحوار الثقافي مهرجانات الأيام الثقافية التي تقام مرتين في السنة، والتي بدأت منذ عام 2020م، بتقديم الثقافة الفيتنامية، وذلك بالتعاون مع السفارة والعديد من الفنانين والممثلين والحرفيين والطهاة، لتتم مشاركة الثقافة الفيتنامية مع عشرات الآلاف من السعوديين.
وافتتح إثراء مؤخرًا برنامجًا موجهًا بشكل أكبر نحو الاستدامة؛ ألا وهو معرض "ثرى"، الذي يعرض أعمالًا متنوعة لفنانين عالميين حول موضوع الاستدامة، إذ يتناول معرض "ثرى" موضوعات متنوعة، من أبرزها أهمية غابات المانغروف، وندرة المياه، والاستهلاك الكبير للبلاستيك، وإهدار الطعام، حيث يشجع المعرض الزوّار على اتخاذ إجراءات بسيطة وقوية للمساعدة في الحفاظ على الكوكب.
بقلم دانيال كاني