عن إثراء

يرحب إثراء بك في مغامرة جديدة وتجارب جديدة تغذي إبداعك وإلهامك وشغفك بالتعلم.

استكشف عن إثراء

عضوية إثراء

أبحر أنت وعائلتك في رحلة إلى عوالم الفن والثقافة والابتكار والكثير من عوالم المعرفة، واكتشف المكتبة…

استكشف عضوية إثراء

ماذا لو استطعت أن تجعل كل يوم تجربة تعليمية؟

 

بقلم: أبرار السليمان

تكتسب مرحلة الطفولة أهمية خاصة لكونها حجر الأساس الذي تبنى عليه الشخصية بكل ملامحها وقدراتها وإنجازاتها، بل ومستقبلها الذي هو جزء لا يتجزأ من مستقبل أمة بأكملها. لذلك يسعى الوالدين في فترة العطل الصيفية إلى إيجاد طرق ووسائل جيدة لملئ فراغ أولادهم وتزيين صيفهم باللعب والتسلية والمرح والثقافة. وهذا ما نجده في المخيمات الصيفية ومهرجانات الأطفال الثقافية التي تشكل انطلاقة ترفيهية مثالية لاندماج الأطفال في المجتمع من خلال بعض الطرق التي تحسّن مستوى تعليمهم والثقافة والوعي الفكري لديهم، وتعزز تنمية علاقات الأطفال المتبادلة وإتاحة فرص المشاركة الفاعلة لديهم.

عندما نمعن النظر إلى الإيجابيات التي تحدثها المخيمات والمهرجانات الصيفية نرى أنها تعمل على تغييّر البناء الاجتماعي الصحي لدى الشباب والأطفال، بغرض إشباع الحاجات الاجتماعية لديهم ضمن مفاهيم الاندماج وتقبّل الآخرين. وتطوير الشعور بالاستقلال لديهم حيث يتعين عليهم التنقل في بيئات ومواقف جديدة دون مساعدة والديهم، وهذا ما يساعدهم على تعلم كيفية اتخاذ القرارات وحل المشكلات بأنفسهم، وتعزيز ثقتهم من خلال تعلّم مهارات جديدة وتكوين صداقات جديدة.
ولا نغفل عن ممارسة النشاط البدني للأطفال والشباب، فهو أمر بالغ الأهمية لصحتهم العامة ورفاههم. إذ لا تحافظ هذه الأنشطة على نشاطهم وصحتهم فحسب، بل يمكن أن تساعدهم أيضا على تطوير التنسيق والقوة وخفة الحركة.

ماذا لو؟

يأتي مهرجان الصغار في إثراء ليسأل "ماذا لو؟" ليشعل شرارة التفكير لدى الأطفال وتشجيعهم على الاستكشاف والإبداع وطرح الأسئلة حول العالم من حولهم. وفي جوهره، هو دعوة للأطفال والكبار لرؤية العالم ليس كما هو فقط، بل كما يمكن أن يكون!

ومن ضمن سلسلة الأنشطة المثرية للوالدين في المهرجان انضممت إلى جلسة حوارية بقيادة المتحدثة: نورة الزامل، مديرة البرامج في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، للحديث عن عن التعلم من التجربة، وسؤال يُطرح ليقول إن كان يمكننا فعل شيء حيال افتقار الأطفال إلى الخبرات اللازمة للتعلم؟ وكيف يمكن تسخير الحياة اليومية كوسيلة للتعلم؟ ومواجهة حقيقة كون الخبرات هي من تبني الشخصية والمعرفة إذا لم يخوضوا تجارب متعددة.

إن شخصية الطفل المستقلة هي من تمكنه من جمع تجارب مختلفة، هذا ما ذكرته الزامل أثناء مناقشتها عن تحديات الوالدين لوضع أطفالهم في بيئة آمنة ومكان أفضل وتجربة أجود، إلى جانب محاولة الوالدين من الاقتراب إلى عوالم أطفالهم المختلفة والأخذ بمقولة "نحن لا نلغي الوجود بل نغيّر وجهات النظر". كما أن توجيه الأطفال وإرشادهم يساعدهم في النمو بصورة صحية أكثر في الجانب الفيزيائي والاجتماعي والإدراكي، حيث أن الطفل قائدٌ في اختياراته لا مسيّر، فهو ينمّي لديه جانب التعلّم والرغبة والشغف، مما ينتج عن ذلك انغماسًا وتعلقًا بالتعلّم.

 

هل البيئة الآمنة صح أم خطأ؟

في هذا النقاش المفتوح اتفقنا على دور المربّي تجاه البيئات المختلفة التي يتعرّض لها الطفل كالشخصيات والأدوات والأجواء والفرص ودرجة الأمان ودرجة الخطأ، هو اختيار بيئة تنمي وتساعد على أن يكون الطفل متعلّم طوال الحياة، وممارسة التعلّم عبر قوة العطاء لا قوّة الاستقبال، من خلال الاستمرار في التعريض إلى أن يصل إلى مرحلة الفضول حتى يسلك طريقه الخاص للحصول على التجربة أو الشعور أو العلاقة.

كذلك يجب علينا كوالدين اصطحاب أطفالنا لزيارة المكتبة أسبوعيًا، حيث تسهم هذه البيئة في إعطاء الطفل المعرفة مما ينمي لديه مهارة مستدامة، إلى جانب التعوّد والتمييز بين الكتب ومحتواها والأرفف والجوانب المختلفة فيها وتعتبر هذه من المعلومات العامة التي تأتي من التجارب لا من الوالدين.

مخيم إثراء الصيفي

بُني "مخيم إثراء الصيفي" على أسس علمية سليمة بوجود خبراء ومختصين في مجال المخيمات الصيفية الثقافية، لمواكبة التطوّر المستمر في تحقيق أهداف المخيمات "النهوض بجيل قادر على التقدم بخطواته من دون معوّقات". كما يوفر تجربة تعليمية فريدة من نوعها مع مجموعة من البرامج التفاعلية العملية/ الذهنية التي تعزز الاستدامة. مما ينتج نهجًا يحرص على إنشاء أفراد ذوي خبرة جيدة، لا يهتمون بالاستدامة وحسب ولكن يمتازون أيضًا بالوعي الثقافي والاجتماعي.

يُحقق "مخيم الشباب الصيفي" فرصًا مثالية من خلال تعريف المشاركين على كواليس القطاعين الثقافي والإبداعي، عبر زيارة مرافق إثراء، والتعرف على الخبرات الموجودة فيه، إلى جانب توفير رؤية عميقة للمشاركين الشباب وخوض التجارب العملية بما يتماشى مع اهتماماتهم التي تسهم في تعرفهم على بعض الأفكار والمجالات الجديدة. وهذا ما يسعى إليه إثراء لتعزيز قدرة كل مشترك على الجمع بين المعرفة النظرية والحِرفية، وتشكيل مهارات مهنية مستقبلية، ومنحهم خبرة في التواصل في إطار القطاعات الإبداعية والثقافية.

 

اصنع لأبنائك لحظات لا تنسى

تخلق تجارب المخيمات والمهرجانات الصيفية ذكريات دائمة سيحملها أطفالكم لبقية حياتهم، يمكن أن تكون هذه الذكريات مصدرًا للفرح والإلهام. لكونها في الواقع لغة عالمية للطفل، تساعده في إجراء عمليات التواصل الخارجية، ووسيلة لتجسيد أحلام أطفالكم وشبابكم وآمالهم وتصوراتهم؛ لأنها مرتبطة بأحاسيسهم ووجدانهم.

لنصنع فرصة للانطلاق نحو آفاقٍ معرفية جديدة وإيجاد طرق مختلفة تحدث فرقًا كبيرًا في فهم أطفالنا للتعلم!

ولنمضي معًا نحو احترام حقوق أطفالنا وشبابنا وتحقيق احتياجاتهم، وفق أنشطة عقلانية واعية تؤدي إلى التغيير نحو الأفضل من خلال المخيمات والبرامج الصيفية الثقافية الرائدة!

المدونات المتعلقة

For better web experience, please use the website in portrait mode