مشاركو مسابقة "أقرأ" يشعلون فضول متابعيهم في وسط مكتبة إثراء
لكلِ مشاركٍ في مسابقة "أقرأ" حكاية، ولكلٍ منهم بدايات تعتريها طفولة عميقة، فالموهبة والإبداع هما طابع يسري في أذهان الصغار، والكتاب رفيقٌ لهم في دربهم، فمنهم من قطع أميالًا للوصول إلى بوابة مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وآخرون تنازلوا عن اللعب واللهو مقابل تغذية العقل وتعزيز الموهبة، هكذا ارتفعت روح المنافسة في المسابقة بعد أن تأهل 20 متنافسًا للمرحلة الثانية؛ لنيل مسمّى "قارئ العام" في شهر مارس من العام المقبل.
إذ لم تكن المسافة عائقًا لتواجدهم في المركز فمن أقصى شمال المملكة إلى أقصى غربها، ومن وسطها إلى عمق شرقها وجودوا أنفسهم أمام تحدٍّ ومنافسة، فالمشاركة لين طفور التي تبلغ من العمر 11 عامًا، هي إحدى المتسابقات في برنامج "أقرأ"، الذي ينظمه مركز "إثراء" في نسخته السابعة، حيث قطعت أكثر من 1000 كلم من مدينة حائل إلى بوابة إثراء؛ لتحقق حلم طفولتها وتقف أمام المئات من المتابعين، تتباهى بقدراتها وعلمها؛ ليس للفوز على حد تعبيرها وإنما لاكتشاف ذاتها وترجمة مهاراتها؛ لتقود مستقبلها نحو القراءة الهادفة، فالمزيج المعرفي والفنّي لدى لين تتداخل فبه تصاميمها ورسوماتها التي لطالما جسّدتها وفقًا لما يحيط بها.
أمّا المشاركة زينب الناصر التي تبلغ من العمر 11 ربيعًا، تتوسط المتنافسات وتسرد القراءة تارة، وتروي بداياتها تارة أخرى، متباهية بما أنجزته منذ نشأتها، فالمكتبة التي تقع داخل منزل عائلتها، كفيلة لتكشف الستار عن قصتها، وكيف بدأت منذ أن كانت طفلة لم تتجاوز 4 أعوام، حيث رسمت لنفسها حلمًا وقادها والديها لتحقيقه، فكل عام يطوي عام من حياتها وهي تكبر وبداخلها طفلة، تنام وتحلم وترى نفسها تعلو في عالم القراءة الواسع، فالمكتبة العائلية كانت بداية طريقها لرسم ملامح أحلها.
لم تقف أحلام زينب على مكتبة المنزل وإنّما امتدت جذورها إلى أروقة مدينتها "القطيف"، إلى أن أصبحت مكتبتها معلم في المنطقة ومصرّحة من وزارة الإعلام، يرتادها الكبار والصغار، فتقف وسط المكتبة وتستقبل القرّاء وتقلّد على صدرها وسام "مشرفة المكتبة"، وتُبحر في الرفوف مقدمة نصائح لمن يبحث عنها لقراءة ما لذ وطاب.
الحكايات تتكدّس بين المشاركين، وذاكرتهم تنبض بذكريات ليست قديمة وإنما حديثة العهد، فالمشارك مصطفى البخاري الذي يبلغ من العمر 14 عامًا، جاء من طيبة الطيبة، وأنفاس المسجد النبوي تفوح عطرًا من عبق السيرة النبوية الشريفة، فوالده قارئ نهم قدّم له مكتبته التي تضم كنوزًا في السيرة النبوية والتاريخ القديم، فيما أمسك بيده الأخرى أستاذه في المدرسة، الذي آمن بموهبته وسط إصراره على الدخول في عالم يعجّ بمسابقات القرّاء، وشدّ انتباهه إلى ملكة القراءة التي اختلف بها عن أقرانه، فمنذُ أن كان في الصف الأول الابتدائي تم تتويجه في مسابقتين بمدينة ينبع والتي تصدّر فيها وحصل على المراكز الأولى، إلى أن وصل لـمسابقة "أقرأ" في مركز "إثراء" والتفاؤل منارة تشعل عقله، ليكون "قارئ العام"، وهذا هو حال جميع المشاركين.
بقلم: سمية السماعيل