ومن الكلاسيكيات نستكمل رحلتنا في عوالم الكتب، حيث القصص المروية والأزمنة الحديثة والأمكنة المعاصرة للذكريات، كل ذلك وأكثر في حضرة حقل الأدب الحديث والمعاصر، الذي يضم سبعةَ أعمالٍ بمضامينَ مختلفة ومتنوعة فمن الفلسفة ننطلق مرورًا بالمقالات وصولًا إلى الرواية العربية والمترجمة للعربية، حيث تُستهل رحلة القراءة في الحديث والمعاصر.
فأولى هذه الكتب في هذا الحقل يغوص كاتبها غوستاين غاردر بشكلٍ موجز في تاريخ الفلسفة حيث يطرح سؤالين في الوجود عبر روايته عالم صوفي، الصادرة عن دار المنى، يضم السؤالان أوجهًا فلسفية متعددة في الفكر الإنساني وبمعنى الوجود، عبر رسالتين إلى بطلة الرواية صوفي أمندسن ذات 14 ربيعًا، وفحوى السؤالين هما: من أنت؟، من أين جاء العالم؟، لتحاول صوفي مع الفلاسفة البحث عن الإجابة الشافية، في إطارٍ روائي مُحكم.
فيما يأخذنا الكاتب حسين البرغوثي عبر ضوء أزرق، الصادر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر، إلى حياته في مدينة سياتل بالولايات المتحدة الأمريكية، فيرويها كجزء من سيرة ذاتية بشكلٍ غامض مدمج بالفلسفة، حيث يسبر أغوار نفسه وحديثه معها وخيالاته وأحلامه وتصوراته بأسلوبٍ روائي، فاستعرض بعضًا من مسيرة حياته، استهلها بمرحلة الطفولة في فلسطين ولبنان ومن ثم بودابست حيث الدراسة الجامعية لينتهي به المطاف في سياتل لإكمال مراحل تعليمه.
ومن عالم الروايات إلى عالم المقالات، حيث الكتاب الثالث بيكاسو وستار بكس الصادر عن دار مدارك، للكاتب ياسر حارب، الذي يتناول عددًا من القضايا الاجتماعية والوجدانية قسمّها على 31 مقالًا بأسلوبٍ بسيطٍ وموجز، تحدّث فيها عن عدة مفاهيم كالنجاح، والوجود، والمشكلات الاجتماعية، فيما تضمنت بعضًا من مقالاته عددًا من الحلول والأفكار التي تتناسب مع المجتمع .
ويعود بنا الكتاب الرابع إلى الرواية، عبر الكاتب الفلسطيني إبراهيم نصر الله، وروايته الملحمية زمن الخيول البيضاء، الصادرة عن الدار العربية للعلوم ناشرون، والتي تبدأ أحداثها في الربع الأخير من القرن التاسع عشر وصولًا إلى عام النكبة، حيث تتناول القضية الفلسطينية بوجهٍ شمولي عبر استعراض المراحل المفصلية التي مرت بها فلسطين.
سارقة الكتب للكاتب ماركوس زوساك الصادرة عن دار الرافدين، حول حياة الفتاة ليزيل ميمينغر البالغة من العمر 9 أعوام، والتي تقطن في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، فتسرد الرواية تجربتها في الحرب حيث الدمار والموت الذي انتشل أخاها أمام عينيّها، لتقوم عائلة هوبرمان بتبنيها، وحين يزداد الوضع سوءًا يقوم والد إيزيل بالتبني، بتعليمها القراءةَ سرًا حيث تكتشف جمالية وقوة وقع الكلمات لتغدو سارقة الكتب!
وتأخذنا الكاتبة ج.ك راولينغ مع تحفتها الأدبية الصادرة عن دار نهضة مصر إلى عالم الفنتازيا عبر الشخصية الخيالية في سلسلة روايتها هاري بوتر ، التي تروي حكايته قبل أن يكتشف أنه ساحر وبعد لحظة اكتشافه لذلك وبلوغه 17 عامًا، حيث يطارده ماضيه وعلاقاته السحرية ومحاولته القضاء على سيد الظلام لورد فولدمورت.
ومسك ختام هذا الحقل سيكون في بلاد الأندلس، عبر الكاتبة رضوى عاشور التي قدمت ثلاثية غرناطة والصادرة عن دار الشروق، فتحكي ثلاثية رضوى ثلاث حكايات وهي غرناطة، مريم، الرحيل، فتبدأ أحداث الرواية في عام 1491م وهو عام سقوط غرناطة عبر إعلان المعاهدة التي تنص على تنازل أبو عبدالله محمد الصغير آخر ملوك غرناطة عن مُلكه لملكي قشتالة وأراجون، مما يعد سقوطًا لجميع الممالك الإسلامية في الأندلس والتي تقتضي ترحيل المسلمين، في حين يخالف الأمر بطل الرواية "علي" كونه اكتشف أن الموت في الرحيل لا في البقاء!
- بقلم نورة البراك