نستنشق الأكسجين عبر عملية الشهيق ونخرج ثاني أكسيد الكربون من خلال عملية الزفير. إذ تُعرف هذه العملية اختصارًا بدخول O2وخروج CO2. ولحسن حظنا، تتنفس النباتات بطريقة عكسية تمامًا، فهي تمتص الأكسجين وتطرح ثاني أكسيد الكربون. بعبارة أخرى، وعلى نطاق أوسع، تربط الحيوانات والنباتات علاقة تكافلية. حيث يعتقد معظم الناس أن الأشجار هي أكبر مصدر للأكسجين، بينما تشكل العوالق النباتية أو الفايتوبلانكتون (Phytoplankton) والنباتات البحرية في العالم حوالي 70% من الأكسجين، والعوالق النباتية نباتات دقيقة تتخذ من المحيطات سكنًا لها – وهي تلعب دورًا كبيرًا في قدرة الأرض على الحفاظ على توازن بيئي صحي. كما أنها أساس السلة الغذائية في المحيطات، ولا تستوي حياة جل الكائنات البحرية بدونها. أدى ارتفاع درجات الحرارة الناتج عن تغير المناخ منذ عام 1950 إلى فقدان 40% من العوالق النباتية في العالم.
يتعمق معرض "ثرى" الذي ينظم حاليا في مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" في معضلة العوالق النباتية والتحديات البيئية الأخرى التي تواجه العالم: كفقدان التنوع البيولوجي، والمواد البلاستيكية الدقيقة في السلسلة الغذائية، وتلوث المياه، وجودة الهواء، قد يكون تركيز معرض "ثرى" على موضوعات صعبة، لكنه يقدم اقتراحات سهلة التنفيذ للناس، وهو معرض ممتع وجذاب ومثير للاهتمام، يعرض المعلومات وجمال الطبيعة باستخدام الواقع المعزز والافتراضي، وأمثلة رائعة من الإسقاطات الفنية، والتركيبات المذهلة، والواقع الممتد. يُنظم المعرض في الغالب من مواد معاد استخدامها أو معاد إنتاجها. ألا يبدو هذا كنموذج للمحادثات العالمية حول الاستدامة البيئية وتغير المناخ؟ يقدم الحلول عندما نتحدث عن المشاكل ولا يُنسينا إطلاقًا الجمال الآسر للعالم من حولنا.
ضع في اعتبارك: أن الشعاب المرجانية في البحر الأحمر هي من بين أطول الشعاب المرجانية الحية على الأرض. مع ذلك، فهي تعاني حاليًا من زيادة النفايات البلاستيكية، والصيد الجائر (خصوصًا الصيد بالشباك) والتلوث البحري. تغطي الشعاب المرجانية فقط 1% من قاع المحيط، ولكنها موطن لأكثر من 25% من الأحياء البحرية.
ماذا نستطيع أن نفعل؟ تذكر أن قطرة واحدة من واقي الشمس بإمكانها أن تلوث جميع الشعب المرجانية، لذلك تأكد عند ذهابك للشاطئ أن تستخدم واقيًا شمسيًا آمنًا للشعب المرجانية. ولا تنسَ عند ذهابك للمتاجر استخدام أكياس قابلة لإعادة التدوير. ولا ترمِ القمامة إلا بالأماكن المخصصة لها.وتذكر أن أفعالك البسيطة تساهم بشكل فعّال في التحديات البيئية التي تواجه العالم، إذ يمكن لكل واحد منا أن يحدث فرقًا.
بقلم دانيال كاني