"أديم" تجسيدٌ بأن الإبداع من كل شيء.. هو ظاهره

"أديم" عندما يكون الإبداع أريكة

لطالما يولد الإبداع من رحم الأفكار المتقدة ابتكارًا، لتحلّق في سماء الفرادة فيسدل ستار التميز عن أهم المشاريع التي تثري البشرية، ومن "تحديات تنوين" البوابة المشرّعة للأفكار المبدعة التي تتغذى على الشغف والمهارة، والمنصة التي تجمع أصحاب الموهبة بالخبراء والروّاد ضمن بيئة مفعمة بالإلهام ومشاركة الأفكار؛ تطل الأريكة "أديم" لتمزج الجمال بمرونة التنسيق، ومن قلب التحديات تخرج كل من المصممتين أسيل الشعيل ورغد العايدي بتصميم ابتكاري لقطعة أثاث مبتكرة تم تدشينها مؤخرًا بحضور مدير المركز عبدالله الراشد في معرض "مفروشات الرقيب" الذي حول الفكرة إلى واقع ملموس ومنتج يصل به إلى الأسواق، وهو ذات الهدف الذي تقوم عليه "تحديات تنوين" الذي يقدمها مركز "إثراء" لعدة سنوات بشراكات استراتيجية مع جهات كرّست جهودها لترجمة الأفكار وتحويلها إلى منتجات ملموسة لتمنح المبدعين فرصة رؤية إبداعاتهم على أرض الواقع.

فمن "تحدي تنوين لتصميم الأثاث"، ومن خلال جلسات العصف الذهني المكثفة والتجارب القائمة على منهجية المحاولة والخطأ، لاحظت المصممتان: أسيل الشعيل ورغد العايدي، أن الجمع بين الانحناءات والزوايا القائمة سيكون وسيلة جيدة للتوفيق بين الجمال ومرونة التنسيق، إذ تعمّدت المصممتان استخدام أسلوب تبسيطي تكون فيه الأريكة نقطة محورية في التنسيق. وعلى خلف السائد، ركز هذا التصميم على الجانب الخلفي من الأريكة، جاعلاً الجانب المخفي الذي عادة ما يسند إلى الجدار، عنصرًا بارزًا وظاهرًا من صلب التصميم، لذلك أطلقوا على هذه الأريكة مسمى "أديم" فالأديم من كل شيء هو ظاهره  انسجامًا مع الفكرة الجمالية التي يعبّر عنها التصميم.

وقد قام تحدي تنوين لتصميم الأثاث على عدة مرتكزات سعت لتعزيز الابتكار في صناعة الأثاث، حيث وجه المشاركون في التحدي طاقاتهم الإبداعية لتصميم قطعة أثاث من خلال برنامج مدته ستة أيام ليوفر لهم فرصة استثنائية للارتقاء بمهاراتهم،  حيث عملوا على ابتكار وتصميم أريكة متعددة الوحدات وخلال البرنامج، انخرط المشاركون في أنشطة هادفة مهدت الطريق لإبداع حلول جديدة مبتكرة.

ودار تحدي هذا العام في تصميم أريكة مرنة لتستكشف حلولًا غير معتادة تتحرر من القيود التقليدية وتتكيف مع مختلف الأحجام والأشكال لتلبية الاحتياجات المختلفة، وبتوجيه من الخبراء في هذا المجال، تعمق المشاركون في عناصر التصميم وفي العلاقة بين مفهومَي الشكل والوظيفة، كما استكشفوا الأساليب المبتكرة والعملية في ربط الوحدات ببعضها ليحصلوا على أريكة تلبي احتياجات المستخدمين المختلفة من حيث الشكل والوظيفة. الملفت للاهتمام في هذا التحدي هي الرحلة الإبداعية نحو المنتج النهائي، حيث انخرط المشاركون في تدريبات عملية وزيارات ميدانية عززت من قدراتهم الإبداعية والابتكارية.  

ويُعدّ "تحديات تنوين" أحد أبرز برامج مركز "إثراء" السنوية، ويجمع في كل دورة 20 مشاركًا من أصحاب المواهب لابتكار حلول تصميمية في مجالات مختلفة، ضمن شراكات استراتيجية تهدف إلى تمكين المصممين وتحويل أفكارهم إلى منتجات واقعية. ولا تتوقف الرحلة عند انتهاء أسبوع التحدي، بل تمتد إلى مرحلة الإنتاج الفعلي، حيث يُمنح الفائزون فرصة رؤية تصاميمهم مطروحة في الأسواق، أو الاستفادة منها عبر فرص تدريبية وعوائد مادية.

يُذكر أن برنامج "تحديات تنوين" يواصل دوره الريادي في دعم الابتكار والإبداع في المملكة، عبر منصّة تحتضن المبدعين وتمنحهم أدوات التحول من الفكرة إلى المنتج، في بيئة حاضنة تتضافر فيها الجهود لصناعة مستقبل التصميم المحلي والعالمي.