عن إثراء

يرحب إثراء بك في مغامرة جديدة وتجارب جديدة تغذي إبداعك وإلهامك وشغفك بالتعلم.

استكشف عن إثراء

عضوية إثراء

أبحر أنت وعائلتك في رحلة إلى عوالم الفن والثقافة والابتكار والكثير من عوالم المعرفة، واكتشف المكتبة…

استكشف عضوية إثراء

نحتفي في هذه التدوينة باليوم العالمي للترجمة بوصفها جسر عبورٍ  للآخر  وعقلًا واحدًا ناطقٌ بلسانين مختلفين، حيث ثقافات الشرق ترتبطُ بالغرب عبر كساءِ المعنى باللفظ من خلال هذه العملية التي يُطلعنا على تفاصيلها الكاتب والمُترجم بندر الحربي، حيث يستعرض  تجربته بتقمصِ الآخر، إن صح وصف الترجمة بذلك، لمحاولة فهم كيفيتها كعمليةٍ إبداعية من شأنها خلقُ ذاكرةٍ ثقافيةٍ جمعيةٍ تتفردُ بالمعنى وتتعددُ اللفظ.

ففي استهلال حديثه عن الترجمة كأحد الأبواب المشرّعة  لإثراءٍ المكتبة العربية قال: "إذا قارنّا بين مكتبات الدول اليوم، سنتفق أن المكتبة العربية غنيّة بمؤلفات تتمتع بأصالة وعمق بالطبع، ولكننا نتفق أيضاً أنها تفتقر إلى التنوع. كيف؟ فمن خلال نظرة سريعة إلى نظام تصنيف أيِّ مكتبة عربية، سنرى وفرة المؤلفات اللغوية والأدبية، وفي ذات الوقت، ندرة المؤلفات العلمية والتقنية. وبسبب هذا الواقع، تأثرت الترجمة إلى العربية لتميل أكثر إلى هذه المجالات ولعل أبرّزها الروايات". لذلك يرى الحربي أن الغِنى الذي قد تضيفه الترجمة في المكتبة العربية يتحقق في أمرين: التنوّع والمعاصرة؛ التنوع في المجالات المعرفية وعلى وجه الخصوص التقنية والعلوم. والمعاصرة؛ هذه الميّزة المهمة في ظل تسارع المعرفة السرّيع. وأمامنا اليوم تجربة كوريا الجنوبية، فهذه التجربة جديرة بدراستها، إذ إن الترجمة في جوهر عمل التجربة، والتي بدورها مكّنت المترجمين والقرّاء من الوصول إلى المعرفة العالمية من خلال ترجمة كلِّ منّوعٍ وحديث.

وأما على صعيد دور الترجمة في تقريب الثقافات فعلى مرّ التاريخ، كان للتجارة والترجمة على وجه الخصوص تأثيرًا قويًا على التواصل بين الشعوب، إذ تؤكد الشواهد التاريخية أنهما كانتا أقوى وسيلتين قرّبتا المجتمعات والشعوب من بعضها بعضاً. فحين يترجم المُترجم ما يُترجم، فإنه يقرّب ذلك الغريب الفذّ إليه والى أبناء ثقافته، ليكون صديقاً لهم، يتعلمون من تجاربه، وينتفعون بأفكاره. وبالترجمة، يصبح المحتوى المحلي كونياً. والأمر لا يتوقف هنا، بل عزّزت الترجمة التسامح بين الناس ليتبنوه في ثقافتهم. خاصة ترجمة الروايات والقصص، فقد جعلت الإنسان يتعرف –لأول مرة - على ثقافات وشعوب مختلفة، لهم ذات الآمال والأحلام والأماني التي لديه.  

وإن كانت الترجمة مهنة فمن المؤكد أن لها أسرارها وأدواتها والتي من أهمها الوقت إذا قدّرنا أنَّ الوقت أداة، حيث تحتاج الترجمة المُحترفة إلى الكثير من الوقت.. ولكن ليس أيِّ وقت! بل الوقت الفعّال المُثمر المنتج الذي يشعر فيه المترجم أو المترجمة بالحيوية والنشاط. وهنا أيضاً أداة أخرى غير ملموسة، وهي الرغبة أو الشغف. قد تكون ممارسة الترجمة مثل صعود جبل من أجل رؤية الأفق الأوسع فقط، فإن كان هذا هو المسعى، فقد حصل المترجم على الطاقة الذهنية والنفسية اللتين يحتاجهما وتدفعانه في عمله. وحينما نقترب من الأدوات المحسوسة، فإن القواميس (الإلكترونية على وجه الخصوص) والمراجع تُمثل أدوات ترجمة أساسية. وإن سُئلت أيها الأهم سأقول إنَّ المراجع تأتي أولاً، وأعني هنا مراجع العلم الذي يقوم عليها الكتاب، فلا يمكن ترجمة كتاب دون فهمه بدقة.

 

 

 

وإذا ما تم اعتبار المترجم بأنه كاتبٌ عاجز عن إيجاد فكرة؛ فالحربي يصف ذلك بقوله: "جميل  هذا الوصف. يقترب من وصف المترجم الخائن! ذلك الشخص "المتطفل الرّزين" الذي يعمل بالظل خلف المؤلف، بين نصين ولغتين وكتابين! في الحقيقة، المترجم مُتخم بأفكار من يترجم منه، وقلق من آراء من يترجم له. وهكذا، يصبح هذا الكائن بين فكرتين أيضاً. في الحقيقة، لم أقرأ أو -أفكر- عن مساواة المترجم بالمؤلف، وأعتقد أن المترجم شريك المؤلف. هنا الفكرة أوضح. ألمسها دائماً سواء على مستوى النص حين يصيغها المترجم بلسان أبناء جلدته، أو في علاقته مع المؤلف. وهنا ثمة علاقة امتنان متبادل بينهما. أحدهما قدَّم المعرفة بعد جهد بحثي وإبداعي طويل، والآخر أضاف لهذا الجُهد أفقاً جديداً".

 

يجدرُ الإشارة إلى أن بندر الحربي قام بترجمة خمسة مؤلفات وهي: جزر العبقرية الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في عام 2012م، ووداعًا بابل الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في عام 2013م، إضافةً إلى الملعقة المختفية الصادر عن الدار العربية للعلوم ناشرون في عام 2014م، وكتاب الضجيج الصادر عن مشروع كلمة للترجمة في عام 2016م، وببغاء فلوبير الصادر عن روايات في 2019م.

- بقلم نورة البراك

 

المدونات المتعلقة

For better web experience, please use the website in portrait mode