بسم الله الرحمن الرحيم
حضورنا الكريم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أهلا بكم في إثراء، حيث الأشياء تبدو أكثر وضوحًا، والأدوات أسهل وصولاً، والأفكار لا تلبث أن ترى نوراً.
يطيب لي الترحيب بكم في مناسبة إطلاق مؤتمر إثراء الإبداعي "تنوين" بنسخته السادسة، للاحتفاء بالإبداع وإلهام روّاده.. فشكرًا لكم على تلبية الدعوة.
اسمحوا لي أن أعود بكم إلى النسخة الثانية من تنوين لعام ٢٠١٩
عندما استعد الفريق لتصميم مسبح ضخم، مائه ٥٠٠ ألف كرة بلاستيكية في حدائق إثراء،
اتخذت هذه الكرات رمزية "اللعب" ثيمة تنوين لذلك العام، لتسعد أكثر من ٣٠٠ ألف زائر.
بعد ذلك انطلقت الكرات، واختارت لنفسها قالباً جديداً، لتكون الجناح الذي احتضن موضوعات إبداعية في أسبوع التصميم السعودي في الرياض.
بعدها امتد مشوارها، ليصل إلى مستفيدي الجمعيات الخيرية، طلاب وطالبات المدارس، والحدائق العامة.
لكن حكايتها لم تنتهي بعد، فقد عاد ماتبقى منها، إلى آلة التقطيع في معمل تدوير البلاستيك من مختبر الأفكار في إثراء.
لتعيد تعريف نفسها من كرة ارجوانية، إلى أبعاد أخرى، نظارة، خاتم، كوب، وصولاً إلى هذا المقعد.
قصة هذه الكرات تترجم ممكنات الأشياء و مدى أثر العملية الإبداعية
التنوين في اللغة العربية هو حركة تشكيل، لا تُغير الكلمة لكنها تضيف حرفًا مسموعًا.
كما الابداع، بأساسه وقياسه، يحركه الإلهام، وتشكله التحديات.
وتيمناً بالتنوين، انطلق مؤتمر إثراء الإبداعي تنوين منذ ٢٠١٨ والمعني بالاحتفاء بالعملية الإبداعية، من خلال تمكين الممارسين وتعزيز التبادل المعرفي وذلك لرفع جودة الإنتاج التصميمي ونشر ثقافة الابتكار.
وقد قامت الاقتصادات الدولية بتفعيل ركائز الإبداع والابتكار في سياساتها، وذهبت دول مثل بريطانيا والاتحاد الأوروبي إلى اعتماد اقتصاد الصناعات الإبداعية باعتبارها محور تكوين الثروات الاقتصادية المقبل.
محليًا..تشير التوقعات إلى أن الاقتصاد الإبداعي في المملكة، أو كما يعرف بالاقتصاد البرتقالي، سيساهم بنسبة 27% في المجالات الاستثمارية لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وإنشاء قنوات استثمارية جديدة بنسبة 35%، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة مستوى دخل الفرد بنسبة 24%.
ولأن الإبداع جزء أساسي من ركائز إثراء، ففي كل عام من تنوين،
نُطلق زاوية معرفية جديدة نستكشف من خلالها مفهوم الإبداع بمنظور مختلف و موضوعات متصلة
بدأنا بتحريك الساكن تحت عنوان "الزعزعة"
ومن ثم "اللعب" كمكون أساسي في التفكير الابتكاري
وفي سنة جائحة كورونا تساءلنا ما هو "القادم الجديد"
لتأتي "الأدوات" عنواناً لتشكيل مستقبل القطاع
ثم سلطنا الضوء على أهمية "التعاون" لاستمرار الصناعات الثقافية والإبداعية
ومن منطلق الأبعاد والأحجام والأثر، يأتي مؤتمر "تنوين" هذا العام ليناقش العملية الإبداعية تحت عنوان "المدى"،
نُبحر في الفكرة ونتعمق في المفهوم في جميع مجالات التصميم والإبداع، كالعمارة والتصميم الجرافيكي والأزياء، وأبعد من ذلك بكثير… ابتكاراً للحلول الإبداعية وتحدياً للمشاكل المعاصرة.
في تنوين هذه السنة ، يستضيف المؤتمر مجموعة من البرامج النوعية الجديدة
فعلى سبيل المثال، أطلقنا برنامج تعليمي مبتكر بقالب غير اعتيادي بعنوان "يوم بصحبة خبير" نأخذ المشاركين في اجندة متنوعة تتضمن النقاشات، والتجارب والزيارات، لنعيد مفهوم تلقي المعلومة، الى تبادل معرفي بمفهوم الرفقة.
على مدار الأربعة أيام المقبلة، أنتم على موعد مع أكثر من ٣٠ خبير من حول العالم يشاركون مرئياتهم وممارستهم الابداعية هنا في مسرح تنوين
كما تحتضن القاعة الكبرى ٤ معارض تصميمية بمشاركة أكثر من ١٠٠ فنان ومبدع ومصمم من ٢٧ دولة
فمنها المعرضاً الدولي بالشراكة مع "إيزولا" المنصة الرقمية الأولى في العالم التي تسلط الضوء على المصممين تحت عنوان التصميم المستدام
كما نسلط الضوء على نخبة من طلاب التصميم من أكثر من 22 جامعة من الشرق الأوسط،
ونشارك معكم نتائج تحديات تنوين التصميمية بشراكة مجتمعية من جهات محلية،
ولأننا ندرك مدى تأثير التصميم والابتكار، ينضم معنا في تنوين 75 مشارك ومشاركة من مختلف دول العالم في تحدي تصميمي لابتكار حلول تخدم اللاجئين في مسارات التعليم، والأمن الغذائي والطاقة.
نؤمن في (إثراء) بأن الصناعات الإبداعية لا تعمل في معزل عن القطاعات الأخرى،
بل تتمركز في قلب شبكة مترابطة معها، وهي مصدر الابتكار لاقتصاد أكثر شمولية.
وانطلاقاً من ذلك يأتي مؤتمر تنوين ٢٠٢٣ برعاية شركائنا الاستراتيجيين : هيئة فنون العمارة والتصميم وبنك الخليج الدولي.
ونفخر بشركاء برنامج تحديات تنوين ، الذين ترجموا الأفكار إلى واقع وآمنوا بصناعة المحتوى الإبداعي: مجموعة الزامل، أبيات، ومفروشات الرقيب
وشركائنا الداعمين: أمانة المنطقة الشرقية، أمانة محافظة الأحساء وشركة مطارات الدمام
ختامًا
كونوا جزءًا من مؤتمر إثراء الإبداعي،
وكونوا دوماً التنوين، الذي يحرّك السكون بالإبداع