في هذا الصيف سنجوب عوالم كثيرة وسنرى ونسمع قصصًا مختلفة ومُبهرة في آنٍ واحد، تتوزع في حقولٍ معرفية متنوعة، لنحط رحالنا في حقل كلاسيكيات الأدب، والتي سُميّت بذلك كونها صالحة لكلِ زمانٍ ومكان، ولما تحمله من عبرةٍ وحكمة وتسليةٍ وبهجة، حيث تنطوي هذه التدوينة على سبعةِ أعمالٍ كلاسيكية مختلفة الأزمنة والأمكنة، نأمل أن تكون بداية لرحلة ثرية وماتعة في حقول الأدب.
أولى هذه الكتب من أعمال الأدب الأمريكي الخالدة تحفة لويس كارل، التي صدرت عن دار التنوير وهي أليس في بلاد العجائب، التي تأخذنا إلى ملاحقة أليس للأرنب فتقع في جحره ويغدو الجحر بوابة لعالمٍ خيالي تسكنه الكائنات الغريبة يُدعى بـ "عالم العجائب"، حيث المغامرات الغريبة تنتظر أليس في تسلسل درامي!
فيما ينتقل بنا الكاتب ابن الطفيل عبر كتابه الصادر عن الدار المصرية اللبنانية، حيّ بن يقظان، والتي تدور فكرته حول كيفية أن الإنسان يستدل على وجود الله وقدرته في التدبير والملك من خلال تجربة وجوده على الجزيرة وحيدًا، بالنظر إلى أن أوقات العزلة فرصة مناسبة للإنسان لمراجعة أفكاره.
أما الكتاب الثالث فيأخذنا الكاتب المسرحي أوسكار وايلد إلى مجاهيل الفلسفة، عبر كتابه صورة دوريان جراي، الصادر عن دار التنوير ، والذي يروي قصة الشاب دوريان المنتقل للندن بعد وفاة جده ليلتقي ببازل الرسام، والذي يرسم له لوحته، والتي أظهرت وسامته فتمنى أن تتغير الصورة ويبقى هو على حاله لا يتغير!
ومن الفلسفة إلى القصص من خلال الكتاب الصادر عن الدار المصرية اللبنانية للكاتب عبدالله بن المقفع، حيث كليلة ودمنة، والقصص التي تُروى على ألسن الحيوانات وتمثّل الإنسان بأدواره، وهو من الكلاسيكيات حيث ترجم ونُقل في العصر العباسي كونه كتاب يصلح لأي زمان لما فيه من تسليةٍ وترويحٍ عن النفس.
فيما يأخذنا الكاتب توكلين صاحب رواية سيد الخواتم الصادرة عن دار النهضة المصرية، إلى عالم الفنتازيا، حيث الإثارة والتشويق في أرض تُدعى بالأرض الوسطى تضم شعوبًا متنوعة ومختلفة وتتمحور القصة حول سيد الظلام سورون الذي حشد واستدعى جميع خواتم السلطة للسيطرة على الأرض الوسطى، ولكن ينقصه خاتم واحد فماذا سيفعل؟
ومن حرب الخواتم إلى حرب الكنز!، حيث الكاتب روبرت لويس ستيفينسون ورائعته جزيرة الكنز الصادرة عن دار الرافدين، والتي تدور أحداثها حول مغامرة القراصنة وبحثهم عن جزيرة الكنز النائية التي يمتلك خارطتها القبطان بيلي بونز، حيث تصل الخارطة بطريقةٍ ما إلى الفتى جيم فاذا سيفعل جيم وهل سيجد القراصنة الكنز؟
وختام الأعمال الكلاسيكية مع أحد أروع الأعمال في أدب الرسائل وهي رائعة جين ويبستر الصادرة عن منشورات تكوين، صاحب الظل الطويل، والتي تروي قصة فتاة تُدعى جودي تعيش في دار الأيتام وتملك ملَكة الكتابة، مما لفت نظر أحد الأوصياء لها ليقوم بالتكفل بإعطائها منحة لإكمال تعليمها مقابل شرطٍ وحيدٍ وغريب! وهو أن تكتب شهريًا رسالة تحكي له فيها مغامراتها التي لا تنتهي ولا تتوقف!
- بقلم نورة البراك