أوّل مسرح بمواصفات الأوبرا في المملكة
25 ألف زائر على خشبة مسرح "إثراء" سنوياً
الظهران –
أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) على خشبة مسرحه مجموعة من العروض المسرحية، وعروض السيرك، وعروض الدمى بالإضافة إلى العروض الموسيقية المتنوعة، والتي تزيد عن 22 عرضاً محلياً وعالمياً، للنهوض بمجتمع المعرفة في المملكة العربية السعودية في ميادين الإبداع المختلفة، والإسهام بالتجارب الإنسانية وتقديمها بصورة غنية بالجمال والإبهار، والتي تأتي بالتزامن مع اليوم العالمي للمسرح الذي يُحتفى به في 27 مارس من كل عام بحسب منظمة اليونسكو.
حيث يرتكز مركز "إثراء" على خمسة مسارات حيوية حديثة تم إطلاقها وهي الإبداع، والثقافة، والمعرفة، والفن، والمجتمع، ويُعد مسرحه الذي يستهدف أكثر من 25 ألف زائر سنوياً من مختلف أنحاء العالم، نقطة اتصال مع الثقافات الأخرى، حيث يعرض أعمالاً سعودية وعروض فنيّة من جميع أنحاء العالم.
ويُحظى مسرح "إثراء" بتصميم أوبرالي يضم 900 مقعد على مساحة تقدّر بـ 10 آلاف متر مربع، ويقدّم من خلاله مجموعة من البرامج من مختلف أرجاء العالم كاليابان، والنمسا، وروسيا، والهند، والعراق، وفرنسا، والمغرب، وألمانيا، والولايات المتحدة الأمريكية، والتي تأتي ضمن منظومة من العروض الموسيقية والمسرحية التي يقدمها المركز لزوّاره طوال العام، علاوة على تقديمه عروضاً وأعمالاً فنية لنخبة من الفنانين المحترفين والمتميزين؛ لاعتبار "إثراء" منصة ثقافية وفنية تعزز التواصل المستمر مع الثقافات والحضارات المختلفة.
وانطلاقاً من دور المركز في تعزيز ثقافة المسرح وبالتعاون مع وزارة التعليم سينطلق برنامج "إثراء للمسرح المدرسي" في عام 2020م، والذي سوف يوفّر تدريباً مكثفاً لكل من المعلمين والمعلمات، لمدة أربعة أسابيع، لاكتساب مهارات تساعدهم على إنتاج أعمال مسرحية في المدارس، ونقل تلك المهارات إلى الطلاب والطالبات، لجعل المسرح جزء من حياة الطلاب، حيث يستهدف البرنامج تدريب 40 معلم ومعلمة من المرحلة الدراسية المتوسطة، على نطاق مدارس المنطقة الشرقية.
واستضاف المسرح خلال العام الجاري العازفان "الاخوان شحادة"، الحائزين على جائزة بي بي سي راديو 3 للموسيقى العالمية، وجائزة بي بي سي راديو 3 للجمهور، حيث أحيوا العديد من المعزوفات الموسيقية في أوروبا والشرق الأوسط، كما أنّ منزلهم الذي كان يتوسّط مدينة القدس، كان ملتقى للشعراء والموسيقيين الذين أحيوا به أنماطاً موسيقية وفنية منسية كالزجل والغزل والهجاء والتقسيم، على مدى أجيال.
ومن ضمن عروض السيرك التي استضافتها خشبة مسرح "إثراء"، "عرض السيرك الفيتنامي" AO، والذي اشتمل على قصص من الحياة القروية الفيتنامية، من خلال الألعاب البهلوانية والفنون البصرية المسرحية، إضافة إلى مجموعة متنوعة من ألعاب الخفة والتوازن والقفزات الجريئة.
وتتنوع العروض المسرحية التي استضافها مركز "إثراء" حيث استضاف الفرقة الأرجنتينية الاستعراضية "تشيه مالامبو" وقدمت في استعراضاتها مزيجًا من الموسيقى الحيّة المُصاحبة للحركات الأدائية، والمستوحاة من تقاليد "المالامبو" الذي ظهر في القرن السابع عشر الميلادي كـ «مبارزات» يتنافس فيها الرجال على استعراض مرونتهم وقوتهم الجسدية وخفة حركاتهم، واشتملت على الرقصة النقرية السريعة «الزباتيو» المستلهمة من إيقاع الخيول ووقع حوافرها، بالإضافة إلى الطبول الأرجنتينية التقليدية وأسلحة الرمي المكوّنة من حبال متشابكة مزودة بالحجارة.
وامتدت العروض الموسيقية حيث قدّم مسرح "إثراء" حفلتين فنيتين لروائع "أسمهان وأم كلثوم" قدمها كل من لُبانة القنطار ومي فاروق بصحبة الأوركسترا العربية الوطنية، عبر باقة مختارة من روائع الإرث الموسيقي الضخم والمعزوفات الغنائية التي تركت بصمة خالدة في تاريخ الموسيقى العربية، والتي لا تزال الأجيال تتغنى بها حتى اليوم، للتأكيد على الهوية العربية في مجال الموسيقى والثقافة التي جادت بأروع النماذج في تاريخ الفن العربي.
وشارك الفنان السعودي "عبد الرحمن محمد"، جمهور مسرح "إثراء" رحلته المستمرة في مجال الموسيقى الجديدة، من خلال تقديم لوحات غنائية عبر قصائد من تراث الجزيرة العربية حيث تجمع تجربة الفنان بين اختيار مقتطفات من الشعر العربي القديم وغناء الموّال بطابع غربي معاصر مستخدماً الأسلوب الارتجالي في تلحين القصائد.
وفاجئ الفنان "نصير شمة" زوّار مسرح "إثراء" بثلاث حفلات موسيقية من تأليفه، حيث ابتكر آلة عود بثمانية أوتار من وحي مخطوطة العلّامة "الفارابي"، صاحب مؤلفات عن علم الموسيقى؛ ليوسِّع من النطاق الموسيقي للآلة العربية، بالإضافة إلى ابتكار طرق ليسهِّل على الأطفال والمحاربين القدامى ذوي الاحتياجات الخاصة عزف العود والاستمتاع به باستخدام يد واحدة فقط.
الجدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) سيستضيف عروضاً مسرحية خلال عام 2020م، لتحفيز الإبداع لدى الزوّار، وتوفير مساحة فنية للفنانين والمبدعين، حيث يهدف المركز إلى تحفيز التفكير الإبداعي وتوسيع الآفاق الثقافية من خلال تقديم تجارب عالمية، كما يدعم المركز الصناعات الإبداعية في المملكة، ويرعى أصحاب المواهب والفنانين ويمتد إلى رفع خبراتهم ودعمهم في تعميق ممارساتهم نحو المستقبل.