ضمن سلسلة من حلقات الفيديو الجرافيكي
"قلب على الرمل" مشروع يجمع بين حياة البادية والصحراء بدعم من "إثراء"
الظهران – 16 أغسطس 2022م
يقدم مشروع "قلب على الرمل" فهمًا متعمقًا لحياة البادية ومظاهرها مع إطار مجتمع الصحراء بأدق تفاصيله،
وهو إحدى المشاريع التي حظيت بدعم البرنامج الوطني "مبادرة إثراء المحتوى"، الذي ينفذه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ويهدف إلى تنمية صناعة المحتوى المحلي والعربي وتعزيز فرصه بالمملكة وخارجها في شتى القطاعات الثقافية والإبداعية، حيث تأتي فكرة المشروع للتعرف على مظاهر الحياة الاجتماعية والثقافية والاقتصادية التي عاشها الأجداد باعتبارها مكونًا أساسيًا من مكوّنات الهوية.
ويستمد مشروع "قلب على الرمل" ركائزه الرئيسة من كتاب "الصحراء العربية: ثقافتها وشعرها عبر العصور" للبروفيسور سعد الصويان، وهو كتاب في الإنثروبولوجيا ويمثّل حصيلة بحث امتد لأكثر من 30 عامًا قام من خلاله البروفيسور بعمل ميداني وأكاديمي غير مسبوق؛ مما جعل هذا الكتاب مرجعًا أصيلًا للمهتمين بإنسان الصحراء ومجتمعاتها. وتأتي فكرة المشروع وتنفيذه من قبل مؤسسة ذات الأعمال لتطوير المحتوى، بدعم من مركز إثراء، إذ يتمثل في سلسلة من حلقات الفيديو الجرافيكي القصير، تتناول كل حلقة منها إطلالة على إحدى مظاهر حياة البادية ومجتمعات الصحراء بأسلوب رشيق ومعالجة سلسة قادرة عل الوصول بمرونة وخفة إلى مختلف فئات المجتمع وتحديدًا اليافعين منهم؛ لتحقيق هدف المشروع في إقامة جسور معرفية تربط بين الأجيال بهدف تعزيز انتماءهم واتصالهم بماضيهم.
يسعى المشروع بحسب المشرف العام عليه المهندس احمد المنعي لتقديم العمق التاريخي والإرث الثقافي في المملكة التي تعيش مرحلة مزدهرة، ومن هنا يأتي اختيار موضوع الصحراء العربية وثقافتها كامتداد للهوية السعودية التي نفخر بإبرازها لما تمثله من عمق أصيل للهوية العربية والإسلامية ككل، وثراءً حضاريًا جديرًا بتقديمه على المستوى العالمي، مبينًا أن المشروع يطرح قصة الإنسان وتكيفه مع ظروف بيئية قاسية، ويفتح للمشاهد نافذة على تاريخ أصيل من مسيرة الإنسان ومعايشته، إلا أن القيمة الأهم في مضامين هذا العمل هو أنه يعيد تعريف الصحراء ويحاول زعزعة الانطباع السائد عن الصحراء كبيئة مقفرة وحياة بدائية قائمة على الفوضى والتداعيات، إذ للصحراء ثقافتها ومنظومتها الاجتماعية والأخلاقية التي مثلت قيمًا راسخة لإنسان الجزيرة العربية عبر العصور، هذا الطرح كفيل برسم صورة أصدق وأدق عن تاريخ الجزيرة العربية وإنسانها، وجعلها مادة في متناول المتلقي من أرجاء العالم ومن مختلف شعوبه.
وأضاف المنعي "خلال عملية دراسة وتحليل مادة الكتاب وتحويلها إلى منتج فيديو، اتضح أننا بصدد معلومات ومعارف مفاجئة ومثيرة للاهتمام بشكل يفوق التوقعات الأولية عند بداية المشروع، وهو ما يجعل هذا المشروع قادرًا على تقديم الإضافة الثقافية النوعية محليًا وعالميًا على حد سواء"، كما يتجه المشروع في المرحلة الراهنة إلى تقديمه على النطاق المحلي، ثم ترجمته ونشره على منصات تستهدف المتلقي غير العربي، من أجل تحقيق أهداف المشروع المتمثلة في تقديم العمق الثقافي والتاريخي لإنسان المملكة من جهة، وحكاية تراث الإنسان وعلاقته بالصحراء من جهة أخرى.
كما يرتكز المشروع على تناول الكتب العلمية الغنية وتبسيطها إلى مستوى يجعلها قابلة للفهم وممتعة في الطرح من جهة، وقابلة للتداول والتدوير من جهة أخرى، وهو ما يقدم إضافة نوعية للثقافة المحلية تحديدًا والعربية على وجه العموم، من خلال قراءة وتحليل الكتب ذات القيمة المماثلة ثم إعادة عرضها بأسلوب الحكاية المحبّب، بالإضافة إلى توظيف الخيارات التقنية الحديثة وتحويلها إلى منتجات محددة ومتدفقة ومهيأة للمشاركة ودافعة إلى خلق الحوار والنقاش حولها مجتمعيًا، بحسب المنعي.