نُبحرُ في رحلتنا الإثرائية الصيفية عبر هذه التدوينة نحو عالمِ التنميةِ البشرية والسيرِّ المروية، كونها فسحة الأمل التي لا يضيق بها العيش، وخارطة الأيام التي من شأنها إيصالنا إلى برِ المستقبلِ الأفضل، وعطفا على ما قاله ألبرتو مانغويل "القراءة ضرورية للحياة كالتنفّس"؛ سنكمل إبحارنا ونتناول هنا سبعة أعمال متنوعة في حقلٍ معرفيٍ واحد: كتب المستقبل.
أولى هذه الكتب 10 أمور تمنيت لو عرفتها قبل دخولي الجامعة للكاتب ياسر عبد الكريم بكار الصادر عن دار وجوه، والذي يستعرض من خلاله التحديات التي تواجه الطلاب في نهاية المرحلة الثانوية وأثناء دراستهم للمرحلة الجامعية وحياتهم فيها، وذلك لما لهذه الفترة من أهمية في تحديد مسار حياة الشخص ومستقبله، إضافةً إلى استعراض أهم التقنيات التي تم تجربتها من قبل لمواجهة هذه التحديات.
وأما ثاني تلك الكتب حبات المعرفة، للكاتب محمد التكريتي والصادر عن دار الملتقى، الذي يتتبع فيه تاريخ الاكتشافات في مجال الفيزياء والكون بدءًا من قديم الزمان على يد البابليين والمصريين القدماء مرورًا بالإغريق والعرب وصولًا إلى المسلمين ومن ثمَّ الأوربيين، حيث يستعرض مختصر رحلة العلوم عبر الأزمان وما ترتب عليه من تغيير في شكل حياة الإنسان بسبب هذه الاكتشافات.
يستعرض الوزير الراحل غازي القصيبي في كتابه الصادر عن دار الساقي، مسيرته المهنية التي بدأت في أروقة الجامعة ومرّت عبر سكة الحديد التي وهبته قيادة حقيبتين وزاريتين وهما وزارة الصناعة والكهرباء، ووزارة الصحة، ليودّع القصيبي بذلك الحقائب الوزارية، وتبدأ رحلته في السلك الدبلوماسي كسفيرٍ في مملكة البحرين، التي كانت آخر ما أودعه في هذه السيرة ، حيث أصبح سفيرًا بالمملكة المتحدة.
ومن جهةٍ أخرى يستعرض كتاب العادات السبع للناس الأكثر فاعلية للكاتب ستيفن كوفي والصادر عن مكتبة جرير، سبع عادات أساسية قُسمت في ثلاثة أقسام، حيث يُعنى القسم الأول، الذي يضم ثلاث عادات، بالاستقلالية أو ضبط النفس، أما القسم الثاني الذي يضم ثلاث عادات يُعنى بالاعتماديه المتبادلة أو مفهوم العمل مع الآخرين، فيما يُعنى القسم الثالث بالتحسن والتطور المستمر، حيث تستقر العادة الأخيرة فيه.
فيما يروي الكتاب الخامس الصادر عن دار التنوير، حياتي مع الجوع والحب والحرب للأديب عزيز ضياء، سيرة حياته التي كتبها بلغةٍ بسيطةٍ جذابة وآسرة، واصفًا إياها بقوله:" ولكن دعني أبدأ قصتي.. وتأهب لتقرأ فصولاً من حياة أعجب ما فيها أنها تافهة وأجمل ما فيها أنها قصة التفاهة". فيروي قصة كفاحه للظروف القاهرة التي مرّ بها وعايشها، حيث معاناة التهجير من المدينة المنورة ومن ثم فقدان الأشقاء وويلات الحرب والجوع.
وأما الكاتب ألبرتو مانغويل فقد آثر أن يبحر في الأدب عبر كتابه تاريخ القراءة الصادر عن دار الساقي، فتتبع آثار النصوص المكتوبة على مرّ الزمان في الكثير من مكتبات العالم، كما بدأ يبحث في نفسه عن بداياته مع الأدب وأول كلمة قرأها، وولعه بالقراءة منذ نعومة أظافره، مرورًا بعلاقاته مع كبار الأدباء والكتّاب، وأخيرًا بدايات الكتابة ورحلتها في فن طباعتها وشكل غلافها ووصولها إلى يد القارئ.
وختام حقل كتب المسقبل، مع كتاب أحلام من أبي لرئيس الولايات المتحدة الرابع والأربعين باراك حسين أوباما، والصادر عن دار هينداوي الذي دوّن من خلاله مذكراته في عام 1995م حين انتخب للمرة الأولى كرئيس من أصل أفريقي لمجلة هارفرد للقانون، وأحداث هامة أثّرت فيه، حيث يشتمل الكتاب على ثلاثة أبواب ، عُنون الأول بعنوان "جذور" فيما الباب الثاني "شيكاغو"، والباب الثالث والأخير " كينيا".
- بقلم نورة البراك