لأن "الدرعية" جوهرة نجد، وهي أرض الملوك التي قامت عليها الدولة السعودية الأولى والثانية، استحوذت على اهتمام أكاديميين في حوار بعنوان "حوار من التاريخ"، في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) وتحديدًا في قاعة السينما التي شهدت على ما يدور من روايات تداولها وسردها المختصون، وسط حضور استحثّ معرفة التاريخ وجذوره، تزامنًا مع فعاليات "يوم التأسيس"، التي استمرت مدة 5 أيام.
ماضٍ تليد، وحاضر مزدهر ضارب بأعماق التاريخ، انطلقت منه الدولة السعودية الأولى، حيث شاع بها الأمن والاستقرار مع وصول الجد الأول لآل سعود مانع المريدي، فالتاريخ لم يطوي الصفحات، وإنما نثر بها؛ ليصبح كل ما يحويه رمزًا وطنيًا بارزًا، فسطور التاريخ تُلهم شغف الباحثين عن الإرث، وتمنحهم كل ما لذ وطاب من قصص وحكايات تاريخية، وهذا حال الحوار الذي أقيم في "إثراء"، حيث اتسم بعمق الأداء ومرونة الفكرة؛ للتعمق بالنواة الأولى لتأسيس الدولة السعودية وصولًا إلى يومنا هذا، ومن قلب التاريخ ظهرت "الدرعية" لتتلألأ وتتباهى بتاريخ عريق حملته على أكتافها.
زهرة نجد الفاتنة ومرآتها التي تعكس شموخها وصلابة تاريخها، حظيت باهتمام المؤرخين والكتّاب، فالباحث في تاريخ المملكة العربية السعودية الدكتور فهد العريفي، يروي تاريخ الدرعية بطابع العودة للجذور، مستعرضًا أيضًا ما شهده وادي حنيفة من تغييرات عبر حقبات من الزمن، إلى جانب رحلة مانع المريدي وما ارتبط بها من متغيرات، حيث كان لقدومه وتأسيسه لمدينة الدرعية الحدث الأبرز في تاريخ شبه الجزيرة العربية، ونقطة تحوّل أظهرت سراب الصحراء وأساطير المدن المعمارية، التي اقتنصت من التاريخ نواته لتكون "مدينة ساحرة" تستلهم الحداثة والغد سويًا.
وفي تسلسل زمني استهلت الدكتورة جملاء المري (أستاذ مساعد في التاريخ الحديث – جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل)، في ولاية الإمام محمد بن سعود الذي استطاع بسياسته وقوة شخصيته أن يجعل فترة حكمه بداية لمرحلة هامة من تاريخ حكم آل سعود، الذي شهد نهضة شاملة في جميع نواحيها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعلمية والثقافية، واستمرت حتى وقتنا الحاضر.
بقلم: رحمة ذياب