عن إثراء

يرحب إثراء بك في مغامرة جديدة وتجارب جديدة تغذي إبداعك وإلهامك وشغفك بالتعلم.

استكشف عن إثراء

عضوية إثراء

أبحر أنت وعائلتك في رحلة إلى عوالم الفن والثقافة والابتكار والكثير من عوالم المعرفة، واكتشف المكتبة…

استكشف عضوية إثراء

المنتج السينمائي علي السميّن:

الأعمال الإبداعية التي ستنتج بعد جائحة"كورونا" أفضل وأضخم

 

 

خلال فترة العزل الوقائي في المملكة العربية السعودية، استغلّ مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي "إثراء" وجود المبدعين في منازلهم لإجراء حوارات معهم وأخذ وجهة نظرهم حيال تأثير جائحة كورونا على الصناعة الإبداعية. وقد كان لنا هذا الحوار مع المنتج السينمائي علي السميّن:

 

كيف تلقّيت خبر توقّف العالم نتيجة هذه الجائحة ؟

كنت أتخيل أن هذه السيناريوهات تحدث فقط في أفلام الخيال العلمي، أما أن نمر بتجربة مماثلة على مستوى الكوكب بكامله، فهو أمر غير مسبوق، ولا أزال أجد هذه الفكرة غريبة.

والإنسان بطبعه مخلوق عنيد يحاول التشبث بكل الأشياء القديمة، بيد أن غريزة البقاء لدينا، تجعلنا نحاول أن نتكيف مع كل الأوضاع، فالعالم كان يتحرك بسرعة مخيفة، والآن كل الخطط السابقة لا بد أن تتغير، سواء على المجال الشخصي أو المعيشي، أو الاقتصادي... وحتى على مستوى المجال الإبداعي والفنّي.

هذه الجائحة أظهرت جزءًا مختلفًا وغريبًا من الكينونة البشرية، وأظهرت أشياء جديدة فينا، سواء كانت إيجابية أو سلبية. ولا أعتقد أننا سوف ننسى ما مررنا به خلال هذه الجائحة بسهولة، والأفضل ألا ننسى. علينا أن نتعلم لنتطور، ولا يمكننا ببساطة العودة كبشر إلى الغرور الذي كنا عليه سابقًا.

 

كيف أثّر هذا الحدث على عملك في صناعة الأفلام والسينما ؟

أَنظر إلى المسألة من خلال مراحل عدّة، فالمرحلة الأولى كانت مرحلة الرفض وعدم الاستيعاب، وأعتقد أن الجميع مرّ بها، حيث كنا قبل الجائحة نعيش مرحلة طفرة ثقافية وإبداعية، لاسيما في المملكة، لذا حاولنا أن نحارب ونعود إلى الروتين الطبيعي. ثم بدأنا ندرك حجم المشكلة ونحاول التكيف معها،  فتوقف جزء كبير من الأعمال في المجالات الإبداعية، بما في ذلك الأعمال السينمائية وعمليات الإنتاج التي تحتاج إلى التواصل البشري.

لكن إذا نظرنا إلى مساحة التفكير في العملية الإبداعية، نجد أن من إيجابيات جائحة كورونا أن مساحة التفكير أصبحت أكبر، فقد أصبح لدينا الكثير من الوقت للتفكير والإعداد.

حيث يعمل المبدعون الآن على نصوص سينمائية وتلفزيونية وأفكار ثقافية عديدة، وهي ردة فعل طبيعية في ظل أجواء العزلة التي نعيشها. وعند بدء العودة إلى حياة التواصل البشري، سنكون جاهزين لتنفيذ أعمالنا.

 

كيف ترى مرحلة ما بعد كورونا؟

لهذه الجائحة تبعات اقتصادية ستؤثر على المجال الإبداعي.  وبالرغم من أهمية المجال الإبداعي، إلا أنه لا يأتي في المقام الأول بالنسبة إلى الحاجاتأ الإنسانية الأخرى، فهذه الحاجات تشمل المأكل والمسكن وما إلى ذلك من الأمور الأساسية، أما الإنتاج الإبداعي فهو فائض، أو من الكماليات، ويأتي في مرحلة ما بعد الأساسيات، ولا بد أن يتم التضحية فيه، وبالتالي أتوقع أن ينخفض مستوى الإنفاق على الأعمال الثقافية والفنية. وهذا يعني أن الأفكار سوف تتغلب على الشكل، والأفكار الإبداعية الجيدة ستتغلب على الأشياء الساطعة و"الفلاشات"، كما أعتقد أننا سنرى الكثير من الأعمال التي سوف تتمحور حول الجائحة، فالإنسان يعيد خلق الذكريات التي مرّ بها.

أتوقع أن يكون عدد الأعمال الفنية أقل في الفترة القادمة، لكن ستكون أفكارها أكبر من المعتاد، ولن يكون الاعتماد على الكم، بل على النوعية.  ففي مجال السينما مثلاً، أعتقد أن إنتاج الأفلام سوف يقل عن السابق، لكن ستظهر أعمال كبيرة جدًا وحماسية.

ومن الأمورالإيجابية التي لاحظتها، والتي سوف تؤثر على شكل المحتوى الذي سيقدم لاحقًا، الانفتاح النفسي مع الآخر، وهذا الأمر كان مهملاً في العملية الإبداعية أو الإنتاج الفني نوعًا ما. والآن، أصبحنا أكثر تصالحًا مع مشاعرنا، وهذا ليس بالأمر المعيب، ويجب طرحه بشكل مباشر للمشاهد.

أعتقد أن التعامل كفريق في العملية الإنتاجية سوف يختلف أيضًا.  فالعملية الإنتاجية متعبة جدًا من الناحية الذهنية والجسدية والنفسية، إذ تحتاج إلى ساعات عمل طويلة ومتواصلة، وأتوقع أن الأمور ستكون أسهل بعد الجائحة.

 

هل بدأتم كمجتمع سينمائي التفكير في وضع حلول للعقبات المرتقبة؟

الإنسان بطبعه كائن يجد حلولاً لكل أزماته، وسوف يجد حلاً للعملية الثقافية والفنية بما فيه ذلك الناحية الإنتاجية، حيث نخوض الآن تجارب مختلفة. وبالنسبة لي، أعمل على إنتاج مسلسل تلفزيوني بين السعودية وبيروت وأمريكا. وكصناعة على الصعيد العالمي، هناك بحث في تبني فكرة المعسكرات، بحيث يوضع طاقم العمل والممثلين في حجر جماعي ضمن مكان واحد لمدة أسبوعين يعملون خلالهما على إنجاز تصوير العمل.

 

 

ما هو رأيك في كيفية استهلاك الجمهور للأعمال الفنية حاليًا؟

كمية استهلاك المتلقي للأعمال الفنية والثقافية الآن غير مسبوقة، والأرقام مخيفة. يعود الأمر باطبع إلى توافر منصات مثل نتفليكس وغيرها التي تُمكّن الجمهور من الوصول إلى محتوى أكبر وأكثر تنوعًا وبشكل أسرع، وحتى استهلاك المحتوى البسيط على منصات مثل انستجرام يشهد تزايدًا مطردًا، وهذا كله يظهر تعطش الجمهور للمحتوى الثقافي والفني، وهي فرصة يُبنى عليها، لكن لا يجب ملء هذه الحاجة بشكل عشوائي ومن خلال ردة فعل سريعة، لا بد من وضع خطة لسد هذه الثغرة.

فبعض المحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي يوفّر التسلية ويساعد الناس على تخطي هذه الفترة، إلا أنه لا يرقى إلى مستوى العمل الفني المتكامل.

وقد شهدنا خلال الأسابيع الماضية تحوّل بعض البرامج الثقافية إلى منصات رقمية، وأذكر مثال على ذلك برامج مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي " إثراء " وكذلك برامج وزارة الثقافة.

أما على الصعيد العالمي، فكنا نذهب إلى لندن أو نيويورك لمشاهدة أعمال مسرحية، أما الآن فبعض الأعمال تُطرح وبشكل رسمي على منصات رقمية.

وما لاحظته أيضًا ميل الإنسان أثناء الأزمات إلى الحنين للماضي، الـ "نوستالجيا"، وهذا مايفسر نجاح قناة "ذكريات" التي أطلقها التلفزيون السعودي لعرض محتوى من الأرشيف، حيث تُعد هذه الفكرة جيدة وأعتقد أنها سوف تسد ثغرة موجودة، ولن تكون مجرّد ردة فعل سريعة.

 

 

 

 

 

 هذه المقابلة بين إثراء و (مجموعة من الضيوف) هي جزء من سلسلة حوارات حول تأثير جائحة كورونا، ومستقبل الصناعة الإبداعية.

 

أخبار ذات صلة

For better web experience, please use the website in portrait mode