كيف يختلف كسوف الشمس في العاشر من يونيو عن حالات الكسوف الأخرى؟
في يوم الخميس 29 شوال 144هــ الموافق 10 يونيو 2021م، سيكون هناك كسوفًا حلقيًا للشمس فماذا تعني هذه الظاهرة؟ وما هو الفرق بين "الكسوف الحلقي" و"الكسوف الكلي"؟
أثناء حدوث ظاهرة الكسوف، يكون القمر قد اجتاز أبعد نقطة له عن الأرض خلال دورانه في مكانه، وتسمّى هذه النقطة بالذروة، حيث يبدو القمر أصغر من المعتاد، كالأجرام التي تكون بعيدة عن الأرض، وخلال الكسوف الكلي، يكون القمر قريبًا بما يكفي؛ ليحجب ضوء الشمس بالكامل، أمّا الكسوف الحلقي، فتظهر الشمس كحلقة ملتهبة لامعة حول قرص القمر المظلم.
وستكون الحلقة واضحة الرؤية من خلال أماكن قليلة جدًا على الأرض معظمها في وسط كندا، وأما نحن فيمكننا رؤية الظاهرة حسب مواقعنا حول العالم، حيث سنرى الحالة الأكثر شيوعًا؛ ألا وهي الكسوف الجزئي، وحتى لو لم تراه مباشرة من موقعك، يمكنك الاعتماد على آلاف الصور التي ستُنشَر استعدادًا لهذا الحدث الفريد، والتي سيتداولها العالم أجمع.
لماذا يحدث الكسوف؟ ولماذا يكون القمر أحيانًا أقرب إلى كوكب الأرض أو بعيدًا عنه؟
إن تصور أشكال المدارات التي تعبر عن مسارات الجاذبية، والتي يتبعها جرم صغير وهو يدور حول جرم آخر أضخم منه، كدوران القمر حول الأرض يساعدنا على فهم كيفية حدوث الكسوف.
فبإمكانك أن تتخيّل قيامك بقطع الجزء المفتوح من مخروط الآيس كريم بزاوية مائلة، حيث إن شكل المدار يعكس العلاقة بين قوة الجاذبية، وطبيعة الأجرام المدارية من خلال الاستمرار في الحركة بخط مستقيم، ويسمى هذا المبدأ بـ "القصور الذاتي"، القائم على أن الجسم المتحرك يبقى متحركًا في خط مستقيم، وبسرعة ثابتة، ما لم تؤثر عليه قوة خارجية، وتكون القوة في هذه الحالة، هي علاقة الجاذبية بين القمر والأرض، أي أنه في حال تساوت القوى تمامًا، سيكون المدار دائريًا، ولكن هذه الحالة غير مرجحة للغاية.
كما يعبر القطاع البيضاويّ عن شكل مسطّح محدد بنقطتين محوريتين، ونادرًا ما نجد قوتين مداريتين متطابقتين، فحقيقة أننا في معظم الأحيان نرى كسوفًا كاملًا أو حلقيًا تُذكرنا بأن القمر يتبع مسارًا بيضاويًا حول الأرض بدلًا من المسار الدائري.
وستسمح ظاهرة الكسوف بنفاذ عُشر مستوى ضوء الشمس الطبيعي فقط؛ مما يعني أنّ ذلك اليوم لن يكون أكثر قتامة من يوم مليء بالغيوم، ولكن لون الضوء سيكون مبهرًا، وربما سيكون شيئًا لم يره العالم من قبل! ومع ذلك، عليك توخّي الحذر؛ لأن النظر مباشرةً إلى الشمس مؤذٍ لعينيك.
بقلم دانيال كاني