عن إثراء

يرحب إثراء بك في مغامرة جديدة وتجارب جديدة تغذي إبداعك وإلهامك وشغفك بالتعلم.

استكشف عن إثراء

عضوية إثراء

أبحر أنت وعائلتك في رحلة إلى عوالم الفن والثقافة والابتكار والكثير من عوالم المعرفة، واكتشف المكتبة…

استكشف عضوية إثراء

على ارتفاع شاهق حَلَّق علي أحمد عسيري وقفز مع أبطال سباق المظلات منذ عشرات السنين، كانت رائحة الورود تمثل ذاكرة الأودية والجبال، وبعد أن انتهى من أداء واجبه الوطني والوظيفي بكفاءة واقتدار، عاد إلى تجربة صِباه في أودية رجال ألمع راعياً عاشقاً للأرض والأشجار والزهور وعصائب الطيب التي عشقها من قبل "العصابة" حيث دمج بين عشقه للورود وموروثه الحضاري والثقافي، وموهبته في قفز المظلات في عدد من المناطق المختلفة من دول العالم.

وخلال مشاركته في برامج إثراء اليوم الوطني والتي يقيمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء" احتفاء بذكرى اليوم الوطني السعودي الـ90؛ قال علي أحمد عسيري" إنه مثّل المملكة على مستوى العالم، في تحدي المظلات "مظلي الصاعقة" وقفز في كثير من الدول منها في شرق آسيا، والمغرب، وتونس، والبرازيل، وألمانيا، والأردن، وباكستان، وفرنسا، قبل عشرات السنين، إلا أنه عاد ليشارك في إيصال تراث منطقة الجنوب، في عدد من الفعاليات والبرامج  لا سيما اليوم الوطني؛ نظراً لاحترافه صُنع العصابة المظفرة بالنباتات العطرية والتي تعبر عن هويته وعاداته، التي اشتهرت بها مناطق الجنوب منذ قرون طويلة.

وبين عسيري أن هناك سبعة أنواع لطوق الورد الطبيعي "العصابة" ذي اللونين الأصفر والبرتقالي، وهي البرك، والشيح، والسداب، والكادي، والريحان، والبعيثران، والوزاب، والسكب، موضحاً أنها حضارة مكتسبة من الطبيعة لها منظر جمالي ورائحة طيبة تفوح من هذه الورود، مبيناً أن منطقة عسير تتميز بالورد الذي يزرع غالباً في المناطق الباردة كالجبال، ويستخدم كمنظر جمالي على الرأس، مقرّاً أن حضارة المنطقة فرضت عليه تعلّم موهبة وفنّ طوق الورد قبل ما يقارب الـ ٥٠ عاماً، وهي موروث حضاري.

وذكر عسيري أن لبس الورد، والحزمة، والعصابة، والسديرية، علاوة على فنّ المزمار أيضا تعد من ضمن الطقوس الخاصة والفنّ المكتسب لأهالي منطقة تهامة وعسير وجيزان وقحطان وشهران، مشيراً أن أسعار الورد تتراوح بين 5-50 ريالاً، وفي بعض الأعراس ينقشون على طوق الورد ويتزين بالفضة.

ظاهرة عشق الورد في سائر مدن المناطق الجنوبية كـ"عسير وبيشة وجازان ورجال ألمع" ظاهرة تستحق التأمل، فقد نتج عنها نظرية تثبت أن هناك ارتباط بين أهالي الجنوب واستخدام طوق الورد أو ما يسمى "العصابة" قبل مئات السنين، حيث ما زالوا يستخدمون ذلك الموروث الثقافي والحضاري في جميع المناسبات كالأعياد، والزواجات التي تشهدها المنطقة الجنوبية، مما جعله يمثل بصمة سياحية وتراثية إبداعية لأهالي المنطقة.

 

بقلم: سمية السماعيل

المدونات المتعلقة

For better web experience, please use the website in portrait mode