أبواب المركز مغلقة حتى الساعة 04:00 م
أليخاندرو إيناريتو .. وشعرية الصدفة:
تتداخل الفنون مع الحياة، وتتداخل التجارب الإنسانية مع التعبيرات الإبداعية، وفي هذا السياق، يبرز أليخاندرو إيناريتو كواحد من أبرز المخرجين الذين استطاعوا التعبير عن هذا التداخل بطرق متفردة وعميقة. ولد أليخاندرو إيناريتو في مكسيكو سيتي، في المدينة التي تُعدُّ مصدرًا لا ينضب للإلهام الثقافي والفني. ونشأ في بيئة غنية بالتاريخ والمآسي، مما أضفى على رؤيته الفنية عمقًا خاصًا وجعله يتأمل في كوامن الوجود البشري.
يتناول الكتاب الجوانب المتعددة لفن المخرج المكسيكي أليخاندرو إيناريتو، ويكشف عن المعاني التي تصل إلى عمق التجربة الإنسانية. كما أنه يستعرض كيف تستمد أعمال هذا المخرج قوتها من تجارب الحياة، وكيف تتداخل الأسئلة الفلسفية التي يطرحها مع واقعنا اليومي، مما يجعلها قادرة على الارتباط مع قلوب وعقول المشاهدين على حد سواء. كذلك يركّز الكتاب على كيفية استخدام إيناريتو للسرد غير التقليدي، والذي يتيح له خلق عوالم معقدة تتجاوز الأبعاد الزمنية والمكانية. إن هذه التقنية ليست مجرد أسلوب فني، بل هي تعبير عن فلسفة وجودية تتعلق بفهم الزمن كشيء متشعب وغير مستقيم، حيث تتداخل الذكريات والأحداث معاً في نسيج الحياة.
إيقاع السيناريو .. فن التحكّم في الزمن:
الإيقاع في الأفلام السينمائية هو القوة الخفية التي تُشعرنا بالحركة والتوتر، والراحة والإثارة، وتجعلنا جزءًا من الحدث أو محركًا للزمن، نختبر معه مشاعر الأبطال، ونتفاعل مع شخصياتهم، وداخل المشهد يشكل الإيقاع عنصرًا أساسيًا في صناعة الفيلم، فيؤثّر بشكل مباشر على تأثير المَشهد وجاذبيته. ويرتبط بطريقة ترتيب العناصر المختلفة وتقديمها داخل المشهد مثل الحوار والحركة والتمثيل والتصوير السينمائي وكذلك المونتاج. وفي هذا الكتاب، نستكشف معًا أهمية الإيقاع في الأفلام، وكيف يمكن لعنصر غير مرئي كهذا أن يشكّل تجربة المشاهدة بأكملها. كما سنتعمق في الأنواع المختلفة من الإيقاع، سواء كان في الانتقال بين المشاهد أو في تطور السرد أو حتى داخل اللقطة الواحدة. وسنُحلل كيف يُمكن للإيقاع أن يعزز القصة أو يضعفها، وكيف يُمكن لصنّاع الأفلام التحكّم به لضمان بقاء المشاهدين مشدودين الانتباه إلى شاشاتهم.
ومن ضمن أهداف الكتاب، تقديم الإيقاع كعنصر حيويّ وضروريّ في صناعة الأفلام، وتقديم تقنيات وأفكار لصناع الأفلام والكتّاب للتحكم به وإتقانه. سواء كنت مبتدئاً في كتابة السيناريو أو محترفاً يسعى لتحسين أدواته، فإن فهم الإيقاع سيُضفي عمقاً إضافياً على مهاراتك الإبداعية.
المتحدثون