أبواب المركز مغلقة حتى الساعة 04:00 م
يقدّم هذا الكتاب رصدًا للنظرة العامة التي يحملها الغرب تجاه الشرق، سواء من الزاوية الثقافية الدينية أو الجغرافيّة، ونستعرض فيه -عبر تحليل مجموعة من الأفلام التي تناولت الطرف "الآخر" عمومًا والشرق خصوصًا- كيف تشكّلت هذه النظرة وتطورت عبر التاريخ، من كونها ذات طابع توثيقي وإعلامي إلى منظور سينمائي، ويهدف الرصد إلى الوصول لفهم أعمق لطبيعة هذه الرؤية من خلال العدسة السينمائية، التي لطالما اتسمت بالانحياز وعدم الحياد تجاه الشرق، أو حتى من منظور "الشمال العالمي" باقتصاده المهيمن تجاه "الجنوب العالمي"، وفي هذا السياق نستعرض الفن السينيمائي بمختلف تصنيفاته: العرقي والمناطقي والثقافي واللغوي والفكري.
لا تسعى هذه النظرة بأن تكون احتجاجًا أو غضبًا، بل رد فعل منطقي تجاه سياق منحرف وصورة مشوّهة وآلية عمل متواصلة على مدار عقود، استهدفت الشرق والشرق الأوسط والعرب والمسلمين وغيرهم من الثقافات المنتمية إلى الجنوب العالمي من خلال صور نمطية قدّمتها السينما. وتتناول فصول الكتاب نظرة شاملة ومفصّلة حول كيفية رؤية "الآخر" لنا، كيف يفكر تجاهنا، وكيف يريدنا أن نراه، وتصوراته حول وجهة نظرنا نحن تجاهه. فلا يزال الرسم النمطي للشخصيات العربية سطحيًا، بشكل نسبي، في الأدب أو السينما أو الكتب التاريخيّة الغربية.
إن صناعة فيلم بذائقة الصانع والمهرجان يختلف كليًا عندما يُقاس بمزاج شباك التذاكر ورهاناته الصعبة، فالمنافسة مع أفلام وشركات إنتاج لها تاريخها وخبرتها في معرفة الشباك وتحدياته، تعدّ نوعًا من العبث؛ لولا طموح السعوديين الذي لا سقف له، أولئك الذين حققوا خلال سنوات معدودة نتائج تستحق الوقفات والتوثيق.
يسعى هذا الكتاب إلى حفظ مرحلة التدوين، ولذلك يجعل المواد المنشورة حول الأفلام وسيلة للتوثيق، ويعطي أهمية بالغة لكل ما يُكتب أو يُقال حول هذه الأفلام، ويشجع كل المنصات والكتاب لإبداء آرائهم سلبًا أو إيجابًا، فكل ردود الأفعال حول العمل الإبداعي مقبولة، وهي محل اهتمام مدارس نقدية مثل "مدرسة التلقي"، ولعلّها تكون يوماً ما موطن دراسة لأحد الباحثين، فالسينما تنهض بما يقابلها من نقد ودراسات وبحوث علمية، وترتقي برقي ما يوازيها من أثر ملموس، وهذا الأثر نجده في الوقت الراهن في صور أوّلها الإقبال على شباك التذاكر أو الإعراض عنه، والتعليقات في وسائل التواصل الاجتماعي، والمرجعيات المرئية والمدوّنة على المواقع الإلكترونية، وفي الصحف والمجلّات.
أما الفيلموجرافيا فهي توثيق للمرحلة الأولى من رمي البذور وحتى زراعة بساتين السينما السعودية الغنّاء بأفلام تتجاوز صالاتنا، وتحط في صالات أخرى في العالم بمشرقه ومغربه.
المتحدثون