أبواب المركز مفتوحة حتى الساعة 12:30 ص
في عام 2021م، دعى تنوين المعماريين والمصممين للتسجيل في تحدٍ تفاعلي بعنوان "تحدي العمارة وبناء البساطة". وعلى مدار ستة أيام، سعى المشاركون للتغلب على عقبات البناء المرتبطة بالتصميم الرقمي من خلال أبسط الوسائل، عبر تشييد جناح متنقل باستخدام قدرات حاسوبية وموارد محدودة. وقد اعتمد المصممون في رحلتهم على ثلاثة عوامل رئيسية هي: الموقع والحجم والخامات.
وفي هذا السياق، لعب "مركز أتقن دو إت" – والذي يشكل جزءًا من مجموعة البواردي - دور الشريك الإنتاجي لهذا التحدي بهدف إطلاق العنان للإمكانات الفنية والحِرفية الكامنة في كل أداة تقابلهم، بغرض تمكين المستهلكين. كما استفاد المشروع من خبرة الشريك المعرفي، الدكتور كريستوف كرولا، وهو مهندس معماري بلجيكي يدمج بسلاسة خبرته المهنية في العمارة عبر شركته المختصة بالهندسة الاستكشافية، بالإضافة إلى دوره كأستاذ مشارك في جامعة هونغ كونغ.
وقد جاء التصميم الفائز في هذا التحدي بعنوان "جناح فسيلة"، الذي جسد بتصميمه رخاء المملكة العربية السعودية وازدهارها من خلال الاحتفائه بالنخلة باعتبارها رمزًا وطنيًا، عبر تسليط الضوء على التفاصيل الدقيقة لأشجار النخيل. كما احتفى التصميم بجمال سعف النخل وجذوعه كذلك باستخدام نهج تصميم تجميعي، نتج عنه مساحة مفعمة بالراحة والسكينة تحاكي تجربة الجلوس تحت النخل، بتصميم يدعو الزوار للاسترخاء في أجواء هادئة.
ويعد تفسير مفهوم "بناء البساطة المعقدة" في هذا المشروع تجسيد نهج سياقي يتكامل فيه التصميم مع البيئة المحيطة
بسلاسة. ومن خلال توظيف الخطوط المستقيمة بذكاء بطريقة منحنية، والاختيار الواعي للخامات المستدامة التي تنسجم مع السياق، حقق الجناح توازنًا متناغمًا بين البساطة ومحيطها، في عمل مستلهم من النخل، نُسج ببراعة باستخدام جميع تفاصيل التصميم التدريجي المحسوب، موفرًا للزوار بذلك تجربة آسرة.
وللتعبير عن نسيج النخيل، استخدمت مصممات المشروع قطعًا مكافئة أبسط شكلًا، حيث ينتقل التصميم تدريجيًا من قوس أصغر إلى قوس أكبر، ليحاكي الجزء الخارجي من الجناح جذع النخلة، بهيكل يشبه الدَرَج بشكل أكثر كثافة عند أحد الأقواس ويتسع تدريجيًا ليصبح أكثر تباعدًا عند القوس العمودي، مما يؤدي إلى خلق تلاعب أخّاذ بالضوء والظل، في محاكاة للأنماط الطبيعية التي نجدها في ظلال سعف النخيل.
ويعتبر جناح فسيلة شكلًا من أشكال الإبداع المعماري، وهو من تصميم لجين العتيق وليان أبو السعود وسارة المداح ولمى دردس. وقد عُرض هذا الجناح المتنقل في العديد من المواقع الهامة، انطلاقًا من التزامنا بإلهام المجتمعات المحلية، بدايةً من ظهوره الأول في مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، وحتى عرضه في مهرجان التصميم السعودي بالرياض، ثم منتزه الملك عبدالله البيئي في الأحساء، فأرامكو السعودية، فكورنيش الخبر، فمركز الملك عبدالله المالي في الرياض.
وقد استقر التصميم حاليًا في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، ليتاح لأهل المنطقة زيارة هذا الإنجاز المعماري البديع للاستمتاع بجماله التصميمي الملفت.
واستلهامًا من جمال الجناح، أطلق مجتمع العمارة في إثراء مشروعًا خاصًا بهذا التحدي في عام 2022م بعنوان "مقعد فسيلة" حيث تنافس المشاركون على تصميم كرسي جلوس يتم تركيبه تحت جناح الفسيلة، إذ عمل المشاركون أيضًا في تجربة ثرية وشاملة امتدت لأكثر من عشر جلسات، من بينها جلسة العصف الذهني وورش العمل والزيارات الميدانية.
ومثلما كانت شجرة النخيل مصدر إلهام لجناح الفسيلة، فقد ألهمت أيضًا أسلوب تصميم المقعد، وأظهر تصميم المقعد النهائي، الذي صممته المشاركة شريفة العامر، فهمًا عميقًا لهيكل شجرة النخيل وترجمة ماهرة لتفاصيلها.