عن إثراء

يرحب إثراء بك في مغامرة جديدة وتجارب جديدة تغذي إبداعك وإلهامك وشغفك بالتعلم.

استكشف عن إثراء

عضوية إثراء

أبحر أنت وعائلتك في رحلة إلى عوالم الفن والثقافة والابتكار والكثير من عوالم المعرفة، واكتشف المكتبة…

استكشف عضوية إثراء

عن التحدي

 

أتذكرون تلك الأحياء القديمة التي شغلت مكانة خاصة في ذكريات طفولتنا؟ تلك الحارات والأزقّة المليئة بقصص الحنين إلى الأيام الماضية؟
 

في عام  2022م، أطلق تنوين تحديًا حيث سُئل المشاركون فيه عن كيفية الحفاظ على الأهمية الثقافية لهذه الأحياء؟ وكيف يمكن للأجيال الحالية والمستقبلية أن تجد الصلة والرابط في شوارعها ومبانيها؟ وأخيرًا، كيف يمكن إحياء هويتها بطريقة تجمع بين الحداثة والتراث؟

أحد هذه الأحياء المحبوبة التي تثير مشاعر الحنين في الذاكرة الجمعية لسكانها هو حي "الخبر الشمالية" بمدينة الخبر.

 

وفي هذا التحدي من تنوين، اتيحت الفرصة للمعماريين والمصممين المحليين لابتكار هوية بصرية فريدة لهذا الحي، تحت عنوان "تحدي تصميم هوية الخبر الشمالية"، حيث شُجّع المشاركون على إنعاش هذا الحي التاريخي بلافتات إبداعية ومعالم لتحديد الاتجاهات، كما دعاهم للتفكير فيما وراء المكونات البصرية والجرافيكية وتوسيع نطاقها لتبقى هذه المنطقة نابضة بالحياة وتحافظ على أهميتها للأجيال القادمة.

 

وقد أُطلق هذا التحدي بالتعاون مع "واجهة" في دور الشريك المعرفي، وهي مبادرة اجتماعية مستقلة تستخدم خبرة التصميم والترويج التجاري لدعم المجتمعات والمدن العربية من خلال تزويد المتاجر الصغيرة بخدمات تصميم مجانية.

هذا بالإضافة إلى "رتال"، الشريك الإنتاجي، ممن عرفوا بتبنيهم جوهر الحِرَفية والمبادئ العمرانية، وسعيهم لإعادة تصور العقارات في إطار نهج شمولي يسير على مبدأ تصميمي موحد.

 

تكوّن التحدي من عدة خطوات أساسية؛ أولًا، بدأ المشاركون في مرحلة البحث، مما أكسبهم فهمًا عميقًا لنطاق المشروع وما ينطوي عليه من احتياجات اجتماعية ومتطلبات تقنيّة حيث أرسى هذا النشاط التأسيسي الدعائم اللازمة لتوليد الأفكار وتطوير مفهوم شامل.

 

ثم تضمنت الخطوة الثانية تنقيح نتائج أبحاثهم ودمجها في فكرة موحدة، مع وضع إستراتيجية المشروع ونبرته التواصلية. فيما تمحورت الخطوة الثالثة حول ابتكار الشعار الرئيسي للمشروع، لترجمة الفكرة في تعبير أخّاذ بصريًا. وفي الخطوة الرابعة، طبق المشاركون الألوان والعناصر البصرية الأخرى لإنتاج الملصقات والخرائط والحلول الأولية للاستدلال على الاتجاهات. ثم كُلِّف المشاركون في الخطوة الأخيرة بعرض أعمالهم النهائية بوضوح واتساق وسرد مقنع، لضمان نقل أفكارهم بكفاءة من خلال أعمالهم.

 

وخلال فترة من الزمن حضر المشاركون محاضرات وزيارات ميدانية، ودرسوا الصفات المتأصلة في الخبر الشمالية، مشيرين إلى أوجه القصور في المنطقة وكذلك نقاط قوتها محددين بذلك مجالات التحسين التي شملت؛ عدم وجود لافتات كافية في الشوارع، وغياب الاتصال المعنوي مع الأجيال الشابة.

 

ومن بين السمات المثيرة للإعجاب للمنطقة هو تنوعها الثقافي الغني والذي يسهم في هوية بصرية فريدة، إضافةً إلى التخطيط شبه الشبكي لشوارعها، مما يعزز إمكانية المشي، لتمكين السكان والزوار من التفاعل مع الحي وتعزيز شعور الألفة والارتباط.

 

وفي نهاية المطاف، هدف المشاركون إلى تعزيز ازدهار المنطقة من خلال تحسين صورتها وجذب الزوار والمستثمرين، وتشجيع المشاريع وريادة الأعمال.

 

وقد أظهر الفائزون، عبدالله الصعيدي، وعمير البشي، وعبد الرحمن السواس، ومحمد بن طرجم، نهجًا شاملًا وهادفًا في تصميمهم، وتمثلت رؤيتهم في أن تصبح الخبر الشمالية مصدرًا للذكريات الجديدة. أما مهمتهم، فكانت خلق بيئة حديثة ترتقي بنمط حياة الأفراد والعائلات، وتعزز النمو الاقتصادي، وتثري السياق الثقافي.

 

إذ اشتق الفريق ألوان هويتهم البصرية من الجدران والأبواب النابضة بالحياة للمنازل الفريدة في المنطقة، ودمجوا موتيفات الزخارف النباتية المجردة المستوحاة من التصاميم المعقدة لهذه الأبواب في اللافتات وعناصر تحديد الطريق، كما ابتكر الفريق خطوطًا جديدة لشعاراتهم العربية والإنجليزية، وأكملوا مهمتهم باقتراح تصاميم لمقاعد الحي ومساحات لعب الأطفال وغيرها من العناصر التي تسهم في تجربة المستخدم عامةً.

 

وقد لعبت رتال وبلدية الخبر دورًا حيويًا في هذا المشروع التحويلي، حيث دعمت ونفذت رؤية المصممين بكل عزم وتشجيع. ومن خلال إشراك المجتمع في عملية التصميم والسماح لهم بالمساهمة في الهوية البصرية لمدينتهم، مكّن هذا المشروع المشاركين من أن يصبحوا محفزين للتغيير الإيجابي، ليس فقط في المظهر المادي للمنطقة، بل أيضًا في النسيج الاجتماعي ورفاه المجتمع الذي ينتمون إليه.

For better web experience, please use the website in portrait mode