أسس الدكتور سامي عنقاوي مركز أبحاث الحج ورأسه عام1395هـ (1975م)، وأسس أيضًا مركز عمار للعمارة الذي يشرف على جميع الأنشطة في مجالات التصاميم المعمارية والتخطيط والصيانة والترميم والبحث وتطوير التراث المعماري التقليدي وتوثيق فنون العمارة التقليدية. وتولّى عام 1433هـ (2011م) تصميم معهد المكية المدنية، حيث عمل على نشر فنون العمارة المكية التقليدية وتقاليد العمارة الإسلامية حول العالم. يُشار إلى أن الدكتور سامي زميل فخري في كلية الدراسات العليا للتصميم في جامعة هارفارد، وعضو مشارك سابق في المتحف السامي للتشاور بمجال العمارة التاريخية والفنون العربية في جامعة هارفارد. وهو يحمل درجة الدكتوراه في الفلسفة في العمارة الإسلامية من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية، ودرجة الماجستير في الدراسات العمرانية من جامعة تكساس بمدينة أوستن الأمريكية.

الإرث الرقمي (المتعلق بالحرمين الشريفين على وجه الخصوص)

يمتلك د. سامي واحدة من أكبر المحفوظات في العالم حول هذا الموضوع بفضل بحوثه والمواد التي جمعها حول تاريخ الحج والمدينتين الحُرم ومنطقة الحجاز. فمنذ أربعينيات القرن الهجري المنصرم (السبعينات ميلاديًا) وهو يجمع المواد لغرض توثيق تاريخ الحرمين الشريفين وما يحيطهما من جميع الجوانب، بما في ذلك المناظر الطبيعية وإطلالات المدينة والعمارة والحياة اليومية. كما قام بتوثيق الحج بشكل خاص وجمع أرشيفًا يتناول تقريبًا كل جانب من جوانب فريضة الحج السنوية، بهدف تعزيز ثقافة الجمهور حول التاريخ والثقافة والإرث الخاص بالمدينتين الحُرم وتاريخ المملكة العربية السعودية، كما يجري وضع خطط لتحويل هذه المواد لصيغ رقمية متاحة في الإنترنت.

إن الهدف الرئيسي من إنشاء بوابة رقمية هو ترجمة هذا الكم الهائل من المعلومات من صور فوتوغرافية وأفلام مصورة والتاريخ الأدبي والشفوي إلى تاريخ مرئي باستخدام قالب ثلاثي الأبعاد، والتصوير التخيلي ونظم المعلومات الجغرافية. وبالتالي يعتزم عنقاوي تتبع تطور التراث العمراني للحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة عبر الزمان والمكان. وستجمع هذه الطبقات الثلاث (المعلومات والزمان والمكان) كي تصبح وسيلة تفاعلية وجذابة للغاية لفهم بواكير العهد الإسلامي وصلاتها بتاريخ البناء الخاص لمكة المكرمة والمدينة المنورة. تشارك هذه المحاضرة الموجزة بعض الجوانب لهذه البوابة والمحفوظات الرقمية عبر الإنترنت.