أبواب المركز مغلقة حتى الساعة 09:00 ص
تقترح هذه الورقة تحليلًا لمعمار المسجد بمنهجية جديدة تجمع بين الرمزية والدلالية، ويعتمد هذا المشروع على الملاحظة تجاه ما يقدمه المسجد من وظيفة مزدوجة بناءً على تجربة زائره من الخارج أو من الداخل. في حين أن الأخير يمنح شكلًا للتصرفات التجريدية للصلاة والذكر ومحبة الخالق بداخل مساحة مقيدة بشكلها المادي في علم الكون الإسلامي، أما الأول فينظر إلى المبنى كمجموعة من الرموز المرئية التي تنظم المحيط الحضري في فضاء اجتماعي إسلامي يُنظر إليه على أنه مقامٌ متواضعٌ لمجتمع المسلمين. هاتان الوظيفتان المتميزتان اللتان تتوافقان مع مستويين من العبادات والتقوى في الإسلام، المستويان التجريدي والمادي، حيثُ يكمل كل منهما الآخر ويلبي احتياجات المؤمن كفرد واعٍ وكعضو من جسد واحد يختزل الهيئة الجماعية والمترسخة عبر حياة مشتركة تحت ظل توجيهات الخالق عز وجل. إن المحراب المتجه نحو مكة المكرمة والذي تترقبه أذهان المؤمنين خارج المسجد ويقابلهم جسديًا بداخله، يعّبر عن هذان السلوكان الدلاليان والمترابطان في عمارة المسجد، ويرتقي بوعي المؤمن وواجبه تجاه خالقه وأقرانه. في حين ستساعد الرمزيات بترجمة العلامات الموجودة في السطح الخارجي للمسجد، حيث ستكون الدلالات هي الأداة لكشف خصائص المعاني الجمالية للمحراب باعتباره نقطة استرجاع للأفكار التي تبث في المؤمنين شعورًا بالانتماء إلى أهل القبلة (مستقبلي الكعبة) في عبادة الخالق عز وجل.