أبواب المركز مفتوحة حتى الساعة 12:30 ص
حظي المنبر باهتمام المسلمين لرمزيته الدينية المستندة إلى التأسي بفعل النبي ﷺ في اتخاذ المنبر، فضلاً عن ارتباطه على نحو وظيفي وثيق بالصلاة الجامعة في الإسلام، حتى صار جزءاً أساسياً من عناصر المسجد ومعالمه، ونال عناية من الخلفاء والسلاطين المسلمين بإرسال المنابر لتوضع في المدينة المنورة ومكة المكرمة والقدس الشريف.
كما ستشير المحاضرة إلى منبر المسجد الأقصى المبارك، أشهر المنابر الإسلامية هندسة وصناعة وفناً، الذي أمر بإنشائه الملك العادل نور الدين محمود بن زنكي في سنة 563هـ (1167م) ليودع فيه بعد تحرير بيت المقدس. تم إنجازه بعناية بالغة من الخشب المطعم بالعاج والمنقوش بالزخرفة والكتابة على يد أمهر الصنّاع والحرفيين. توفي نور الدين زنكي قبل أن تتحقق أمنيته بتحرير القدس، والتي تمت في وقت لاحق عام 583هـ (1187م) على يد القائد صلاح الدين الأيوبي وحينها أمر بنقل هذا المنبر إلى بيت المقدس، ليأخذ مكانه المناسب في المسجد الأقصى المبارك.
|
ومن هنا، صار هذا الأثر الفني الإسلامي الفريد يعرف بالمنبر القدسي أو منبر المسجد الأقصى المبارك أو منبر صلاح الدين الأيوبي، وبقي هذا المنبر قائماً على حاله في المسجد الأقصى حتى عام 1388هـ (1969م) عندما قام أحد المتطرفين بحرق المسجد الأقصى المبارك، فأتى على المنبر وأحاله إلى رماد. وقد بذلت جهود عربية كبرى وعلى أعلى المستويات لإعادة بناء منبر جديد على إثر الذي احترق، وباءت بالفشل لاعتبارات متعددة أهمها تكوين المنبر المعقد وطريقة بنائه القائمة على التعشيق، بينما استمرت الأردن بأوامر ملكية في محاولات إعادة البناء، وتوفقت بحمد الله من إعداد الدراسات العلمية الموثقة وإنجاز المخططات والرسومات الهندسية لكامل أجزاء المنبر، وتوفير المواد اللازمة لإعادة البناء حتى تم في صورة تطابق الأصل المحروق شكلاً وفناً ومواد.