أبواب المركز مفتوحة حتى الساعة 11:30 م
تتناول هذه الورقة رعاية الخليفة العباسي المستنصر بالله، الذي امتدت فترة حكمه منذ 623هـ (1226م) حتى وفاته في 640هـ (1242م)، للعمارة الإسلامية، كما ستركز على إنشائه للمدرسة المستنصرية ذائعة الصيت ببغداد. حيثُ سنتطرق إلى حفل افتتاحها الذي أُقيمَ في 5 رجب 631هـ الموافق 7 أبريل 1234م، الذي حضره الخليفة وأودع في مكتبتها المذهلة كتبًا وقفية في مجالات الفقه والعلوم والآداب. والخطة الشاملة التي تبناها لتعزيز مكانتها عبر دعوة نخبة من العلماء للحضور والعمل فيها، ومن المهم الإشارة بوضوح إلى كَون المدرسة المستنصرية أول مدرسة أنشأها خليفة. كما سننظر في أهمية الطبيعة الجديدة لهذه المدرسة، بترحيبها بكل المذاهب الفقهية الأربعة، إذ لم تنحصر بمذهب واحد وهو ما كان يهدف له الخليفة في دعم فاعليتها الطاغي على طابع فخامة مبناها. فقد صرّح علنًا عن دوره في إنشائها والإعلام عن ذلك بفخر شديد بذكر اسمه في النقوش على حجر التأسيس مقابل ضفاف النهر، والذي كان أضخم وأطول نقش للمدرسة في ذلك الوقت مما جعلها واضحة كالشمس من بين ما جاورها من مبانٍ، حيثُ أكسبها حجم مبناها وزخرفته المتكلفة وطموحها العالي امتياز التحفة الأسمى في العمارة العباسية التي أتت بعد تشييدها.