أبواب المركز مغلقة حتى الساعة 09:00 ص
تسترعي الجوانب العديدة للقبة في العمارة الإسلامية البحث والتقصي: أُولاها اعتبارها السمة الأبرز للعمارة الإسلامية، كما أنها تحظى بتقدير كبير في الثقافة الغربية المتداولة: لنأخذ كمثال الرسوم التوضيحية في حكايات ألف ليلة وليلة وفي الأفلام وكتب الأطفال، والكتب المصورة عالية الجودة التي أنتجها إدموند دولاك ووالتر كرين وكاي نيلسن وأقرانهم. ثانيها، الجمع بين القبة والمئذنة الذي استحوذ على خيال الكثيرين، وتجاورهما الذي يوحي بالأمل والاستقرار، حيثُ الرشاقة والضخامة، والزاوية والمنحنى. إنها أكثر العناصر تفضيلًا على وجه الخصوص، سواء بالمعنى الرمزي لاستذكار العالم الإسلامي العام، أو كقطعة فنية أَوْلعَت المهندسين المعماريين المسلمين لأكثر من ألف عام. ثالثها، لما لها من دلالات روحية لعالمٍ آخر، والتي تبنتها ثقافات عدة قبل الإسلام وتتبع ذلك باحثون متخصصون مثل ليمان وسيبر مفهوم "قُبة الجنة" على مدى آلاف السنين عبر الأراضي الأوراسية، لوقت سبق إقدام الخليفة الأموي معاوية تشييد القبة الخضراء بجانب الجامع الكبير بدمشق، والتي عكست فسيفسائها المرصعة منظر الجنة نفسها. ثم هيمنت القبب من إسبانيا إلى الهند التصميم العام لقبب الألف عام التي تلتها. ورابعها، ما تمثله القبة كمعلم، كما نرى في قبة الصخرة، أول تحفة إسلامية باهرة والأضرحة التي لا حصر لها فيما بعد. وأخيرًا، سننظر إلى الابتكارات الفريدة التي تبوأت مكانةً خاصة حتى سادت هياكلها وأنماط زخارفها قِبَب العمارة الإسلامي.