زوّار "إثراء" يتعرفون على قصة تحوّل حبوب البُن الخضراء إلى مشروب القهوة

البن "الخولاني".. من جبال جازان إلى فنجان القهوة في "إثراء"

 

الظهران-

ينتظر المزارع جابر المالكي نحو ثمانية أشهر لحين قطف البُن الطازج الذي يجنيه من مزرعته في جبال جازان، وذلك لمحصول واحد على مدار عام كامل، في زراعةٍ تتطلب عناية فائقة، يحكي المالكي قصتها لزوار مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) في الظهران، مما أثار فضولهم لمعرفة تفاصيل البُن (الخولاني) المزروع في منطقة جازان والذي يُعد من أجود أنواع البُن عالميًا، وذلك في ركن "حكايات القهوة"، ضمن فعاليات اليوم الوطني السعودي الـ91 التي أقامها المركز.

وأوضح المالكي أن جودة البن الخولاني المحصود في جازان تعود لكونه يأتي من الجبال، ولم تتدخل فيه أية مواد كيماوية معالجة، مستعرضًا مع بقية المزارعين المشاركين مراحل تدرج حبوب القهوة؛ بداية من لونها الأخضر اليانع إلى الأحمر الناضج نهاية بالحبوب البنيّة المجففة، حيث فاحت رائحة البن في الركن الحافل بحكايات القهوة، تعبيرًا عن الحفاوة وكرم الضيافة التي رافقت هذا المشروب العربي الأصيل.

وبدا لافتًا الزي التقليدي العريق الذي ارتداه مزارعي جازان، وأطواق الأزهار التي يتزيّن بها الرجال على رؤوسهم، والمعروفة باسم (العِكاوة). وأكد المالكي أن هذا المظهر امتاز به أهالي جبال خولان بمنطقة جازان. لتمتزج أصالة اللباس مع عراقة القهوة العربية التي لها عادات متوارثة، فيجب عليك أن تسكب القهوة للضيوف واقفًا، وتمسك بها في يدك اليسرى وتقدم الفنجان باليد اليمنى ولا تجلس حتى ينتهي الحاضرين من شرب القهوة، بل وأحيانا يستحسن إضافة فنجان آخر للضيف في حال انتهائه من شرب قهوته؛ خوفًا من أن يكون قد خجل من طلب المزيد، وهو ما يمثل غاية الكرم عند العرب.

ولتكتمل تفاصيل الحكاية، عرض الركن أدوات تحضير مشروب القهوة بعد تجفيف البن، من (المحماس) الحديدي المصنوع يدويًا لحمص القهوة، إلى مبرد القهوة (المبردة) التي تستخدم بعد مرحلة الحمص، ثم الهاون النحاسي لطحن حبوب القهوة، وبعد ذلك تنتقل القهوة المسحوقة إلى (الدلّة) العربية كي تُغلى، وأخيرًا صبّها في فنجان القهوة المصنوع من الخزف، مع ضرورة عدم تعبئة الفنجان بالكامل، بل تُصب القهوة إلى منتصفه فقط.

ومن المتعارف عليه أن هناك طرقًا متعددة لتحضير القهوة، التي يختلف طعمها ولونها حسب كل منطقة، ففي جنوب السعودية تكون فاتحة اللون مائلة إلى الصُفرة، بينما في منطقة نجد تميل إلى اللون البني، في حين تتفاوت مكونات تحضير مشروب القهوة من قبيلة إلى أخرى، إلا أنها تتفق على اشتمالها على مسحوق البُن والهيل والزعفران، وهي المكونات الأساسية للقهوة السعودية الأصيلة.

أخبار ذات صلة

For better web experience, please use the website in portrait mode