خلال جلسة حوارية حول القراءة في عصر الرقمنة
مختصون في "إثراء" يكشفون الغطاء عن تضخم حجم المعلومات الإلكترونية بمعدل كل 3 أشهر
الظهران -
توصّلت جلسة حوارية أقامها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ضمن فعاليات برنامج إثراء القراءة "أقرأ"، إلى هيمنة القراءة الرقمية على حساب قراءة الكتب الورقية، في الوقت الذي تحقق كلاهما دور تكاملي بحسب الأرقام التي أعلنها اتحاد الناشرين الدوليين، أوضحت أن 52٪ من المنشورات تعود للمطبوعات الورقية، و48٪ تتعلّق بالمنشورات الإلكترونية، في حين كشفت إحصاءات صادرة من الاتحاد الدولي للملكية الفكرية بأن نسبة من 15 -18% من القرّاء يقرؤن الكتب بطريقة رقمية ثم يلجؤون للقراءة الورقية، فيما يشهد العالم تسارع في حجم المعلومات الإلكترونية بمعدل كل 3 أشهر.
وخلال الجلسة التي أقيمت مساء يوم السبت الماضي في مقر المركز بمدينة الظهران والتي جاءت تحت عنوان "القراءة في عصر الرقمنة" بمشاركة الشاعر والناقد السعودي ومدير الموسوعة العالمية للأدب العربي الدكتور عبدالله السفياني، ومدير إدارة النشر والترجمة في شركة العبيكان للتعليم وخبير المعلومات والمكتبات الأستاذ محمد الفريح، حيث تبين أن حجم المعلومات الإلكترونية يشهد تضخم متسارع كل 3 شهور، وهذا ما يستدعي التساؤل والعمل على فلترة المحتوى بأن يكون ذات جودة عالية، لذلك وجّه الفريح سؤاله "ماذا تقرأ وكيف تقرأ؟"، مشيرًا إلى أن الأمر لم يعد خيارًا بين القراءة الرقمية والورقية، فالأخيرة تشهد اندثار تدريجي ما يتطلب اعتماد معيار الجودة سواءً في التعامل أو الاستثمار للتقنيات المستخدمة، لافتًا إلى ضرورة السؤال عن المحتوى دون الوسيلة بحسب ما هو متّبع بالعوالم الرقمية.
من جانبه، أبان السفياني بأن النظرة لكل من القراءة الورقية والإلكترونية، لا ترتكز على منظور تنافسي، فالانتصار يكون في حال انتصار وتصدّر القراءة، فالعوالم الرقمية لا يستهان بها بحسب تعبيره، لاسيما أن الأدوات الرقمية ليست محايدة ونحن في وقتنا الحالي ضمن سياقات رقمية تسببت في حدوث فجوة وهذا ما أحدث خلل وزعزعة في عوالم الإدراك لدى المجتمع البشري، وذلك باختلاف المصطلحات وفرض طرق التلقي فلم يعد الأمر ذات أبعاد اختيارية، بيد أن هناك سهولة في النفاذ إلى مكتبات العالم، قائلًا "أعمدة القراءة الإلكترونية أمر قائم لابد من التجاوب معه".
في حين لفت الفريح بأنه لا يوجد إحصاءات دقيقة فيما يتعلق بمستويات القراءة الرقمية حول العالم، موضحًا "الإحصاء الرقمي يمنح أرقام حول القارئين داخل المنصات مع الكشف عن مستوى المبيعات، وهذا لا يمثّل الشريحة الكبرى للقرّاء في الوطن العربي، ويمكننا القول بأن المبيعات لا قدرة لها على قياس عدد القارئين". وكما يبدو بأن سلوك الكاتب والقارئ اختلف لحدوث متغيرات في وسائل التلقي وضخ المعلومات والمحتوى إلى جانب متغيرات في نشر الأفكار، ما يستوجب على القرّاء تنمية ذاتهم بمحتوى هادف قادر على الارتقاء بملكة القراءة وإنْ كان هناك تسارع بوتيرة مرتفعة إلا أنه لا يوجد تهيئة واستعداد من قِبل المجتمعات.
واختتم المشاركين الجلسة الحوارية قائلين بأن "العودة للوطن أي القراءة الورقية أمرٌ واجب، فالقراءة الرقمية تسهم في إحداث التشتت، والخيار الثاني وهو القراءة الإلكترونية يتطلب البحث عن جودة المحتوى على حساب الوسيلة، فالقراءة مازالت تحتفظ بمكانتها رغم تغيير أنماطها ومسابقة "أقرأ" نموذج لمواكبة التغيير في ظل عالم الرقمنة".