ضمن برنامج تقارُب الذي يبثه "إثراء"عبر منصة إنستجرام
فلسفة انتظار زوال جائحة فيروس كورونا المستجد
الظهران -
أطلق مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي (إثراء) سلسلة من اللقاءات الخاصة بالشباب ضمن برنامج تقارب، والذي يسلّط الضوء على زمن جائحة فيروس كورونا،مع عدد من المختصين عبر أربعة مسارات حيوية وهي الفن، والثقافة، والأدب، والفلسفة، والتي تأتي ضمن باقة البرامج التي تشارك الجمهور عُزلتهم المنزلية عبر بوابته الرقمية "إثراء التواصل"، و استكمالاً لمبادرة "# إثراء_ معك ،حيث تُقام اللقاءات مع ضيوف "إثراء" عبر منصة إنستجرام الرقمية، واستهلّ اللقاء الثاني مع الباحث في مجال الفلسفة عبدالكريم الخليفي.
بين الخليفي أن الانتظار حالة لا تنتهي، ما أن ينتهي انتظار ما حتى يتلوه انتظار آخر، مما يعني أن عملية الانتظار هي حالة مستمرة لا تنتهي بانتهاء انتظار معين، إذ أن مهمة الانتظار ماهو إلا استعداد لتحقق إنجاز أو رغبة تنسجم مع طبيعة ما يُنتظَر.
أكد الخليفي أن الرغبة دوماً كانت تربط بالنقص وأن هناك رأي آخر يرى أن الرغبة منتجة وليس لها علاقة بالنقص، ولكنها تأتي عبر ترتيبات الأولويّة، لذلك يحتاج الفرد أن يرفع من مستوى التفكير والوعي والإداك والإحساس برغبة ما ينتظره، مشيراً أن هناك انتظار بسيط وهو المتناهي، وانتظار كبير مطلق وهو انتظار الموت، ولكي يخفف من وطأة ذلك فهو يدخل في سلسلة من الانتظارات الجزئية التي تشيح النظر عن مواجهة ذلك الانتظار المرهب وهو انتظار الموت، ومن هنا تأتي صلاحية الدين وعبقريته بأنه يقول لك إن الموت ليس النهاية بل هو المحطة التي يبدأ بعدها الخلود.
قال الخليفي عبر لقاءه "إن انتظار قرب انتهاء جائحة كورونا، هو انتظار متناهي وكوني، وهو يمسّ البشر أجمع، لذلك قد يلجأ الإنسان خلال أيام الجائحة للانتظارات الجزئية"، موصياً باستغلال الوقت بما يتناسب مع رغبات الإنسان ومايهواه، مقرّاً أنها فرصة للابتعاد عن الضغط اليومي وإعادة ترتيب الأفكار.
ذكر الخليفي أمثلة لأفكار تهمه مثل "طائر النسر“، حيث قال" إن النسر يملك من الصفات العجيبة ما يجعله مكاناً خصباً للتفلسف"، موضحا أن بعض مساكن النسور يدوم في بناءها لسنوات طويلة إلى أن يختار موته بالانتحار فوق الجبال، ويرى الخليفي أن النسر يحترم الروح في تأويل أنه لا يأكل الحي.
بقلم سمية السماعيل