"أقرأ" يضم 50 ألف مشارك عربي في مسابقة "العالم العربي يقرأ"

 

 

"برنامج إثراء القراءة (أقرأ) انتقل بنا من شِباك النصوص والسطور إلى مداعبة الورق وبلورة الأفكار التي تخال أذهاننا" هذا ما ذكره وشعر به المشارك الفائز بلقب "قارئ العام" سفيان البرّاق من دولة المغرب بعد تجربته في الملتقى الإثرائي "أقرأ"، وكأنّه يبيّن للعالم العربي بأن "أقرأ" قدّم لهم مساهمة عظيمة في نشر ثقافة القراءة وتقدير المعرفة وتطويرها تحت شعارٍ "العالم العربي يقرأ"، وليختطف القرّاء من مكاتب منازلهم وعالمهم المحدود إلى عالمٍ يجمع شغفهم في القراءة والكتابة، ويمنحهم خبرة وفرصة لمقابلة نخبةً من الأدباء والكتّاب من العالم العربي إلى عالم إثراء.

حيث يتفق معظم المشاركون المتأهلون في نهائيات المسابقة بأن القراءة كانت لهم بمثابة الجسر الذي يدلهم إلى الطريق ويرشدهم إلى النور، وكالسياج الذي يحيط بهم ليحميهم بظله، فبالقراءة انتشلوا ذاتهم وحاولوا فهم العالم من حولهم، وليكتشفوا بها سراديب الماضي ويرون بها جمال الحاضر.

 

العالم العربي يقرأ

 

كان هذا شعار برنامج إثراء القراءة (أقرأ) 2023م وبنسخته الثامنة والمختلفة عن سابقاتها، حيث فتحت باب المشاركة على مصراعيه وتحت نطاق جغرافي أوسع امتد من المملكة العربية السعودية إلى دول العالم العربي كافة، لتضم 50 ألف شابٍ وشابة عربي مشارك في البرنامج، لتسهم في تمكين هؤلاء الشباب في الإثراء المعرفي والإنتاج الثقافي باللغة العربية، ولتشارف من تحقيق أسمى طموحاتها وأهدافها في إلهام وتطوير مليون شاب وشابة بحلول عام 2030م. 

 

كما يكمن في هذا الشعار معانٍ عدة تحثنا عن أهمية القراءة وزيادة الوعي الثقافي في العالم العربي، فطبيعة الإنسان القارئ والمهتم بالاطلاع ومواكبة التطورات المعرفية والعلمية التي تستحدث في كل يوم، لا يتساوى مع الإنسان الذي لا يقرأ أي مادة من المواد المعرفية والعلمية، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}، فبالقراءة تتوسع آفاق الإنسان ليطلع على المزيد من العلوم والمعارف من مختلف أنحاء العالم وبجميع اللغات.

 

أقرأ مفتاحٌ للرؤية

 

كلمة "أقرأ" هي المفردة التي ميز الله بها الإنسان عن الحيوان وهي مفتاح الرؤية القرآنية {اقرأ بسم ربك الذي خلق}، ففي ضوء هذه المفردة نشير إلى أنها فعل خلاّق، وأن الكون كتاب يقرأ بلا نهاية ويكتب أيضًا بلا نهاية، كما ذكر الشاعر أبو الطيب المتنبي عن كلمة "أقرأ" "أعز مكانٍ في الدنى سرج سابحٍ - وخير جليس في الزمان كتابٌ" وهي أبيات تؤكد لنا بأن القراءة الخلاقة لكتابٍ أو لنصٍ هي قراءةٌ لما يقوله مكتوبًا ولما يقوله إيماءً وإشارةً وتلويحًا.

 

كما أشار الشاعر والناقد والمفكر الأدبي "أدونيس" إلى أن المعرفة العامة والاطلاع تعد سلطة، والسلطة المعرفية لا تتحق إلا بجانب القراءة، فبطبيعة الإنسان يعيش ويفكر ويعمل وهو يقرأ، إذ أنه قارئ في مضمونه في المقام الأول، كما أن القراءة في تعد سؤال أكثر مما هي جواب! وانطلاقًا من مفهموم السؤال ابتكر الإنسان الأبجدية وابتكر هويته الإنسانية ووضع العلوم والفنون في اللغة. وهنا نؤكد على وقع مفردة "أقرأ" في خصائص اللغة العربية وفي الطبيعة الإنسانية، وقوة دلالتها وتأثيرها كونها جمعت قرّاءًا مثقفين ومبدعين تحت مظلة مركز "إثراء".

 

 

 بقلم أبرار السليمان

المدونات المتعلقة

For better web experience, please use the website in portrait mode