عن إثراء

يرحب إثراء بك في مغامرة جديدة وتجارب جديدة تغذي إبداعك وإلهامك وشغفك بالتعلم.

استكشف عن إثراء

عضوية إثراء

أبحر أنت وعائلتك في رحلة إلى عوالم الفن والثقافة والابتكار والكثير من عوالم المعرفة، واكتشف المكتبة…

استكشف عضوية إثراء

   مليسا غرونلاند : هل يستفيد المشهد الفني السعودي المزدهر من فترة التوقف؟

 

 

 

ماذا يعني تأثيرجائحة كورونا على المشهد الفني السعودي المزدهر؟ هل سيعرقل مسيرته، أم ستصبّ فترة التوقّف هذه في صالحه؟ مليسا غرونلاند، من الخبراء الذين تحدثنا إليهم، حيث ألقت الضوء على ما قد يحمله المستقبل في هذا المجال.

مليسا صحفية ومؤلفة ومحاضِرة جامعية تقيم في لندن، واختصاصها هو الفن المعاصر، وتحديدًا الفن العربي المعاصر، وقد كانت بداية العام الجاري 2020 إيجابية بالنسبة إلى مليسا، حيث كانت من بين الصحفيين المحظوظين الذين تمت دعوتهم لحضور معرض فنون جدة 21، 39 وديزيرت إكس في العلا. وهي تصف تلك التجربة بأنها شبيهة بلمّ شمل رفاق المدرسة، وذلك مع توافد فنانين عرب من دبي والمنطقة لاختبار المشهد الفني السعودي وهو على أعتاب التغيير. وتقول مليسا: "لقد كان من المدهش رؤية العمل الهائل الذي قامت به المملكة العربية السعودية للترويج للفنانين الشباب، فقد تم أخيرًا عرض أفكار وممارسات جديدة ومثيرة أمام جمهور ذي طابع عالمي أوسع".

وتصف مليسا الجو الذي ساهم في خلقه تجمّع أشخاص تابعوا المشهد وهم يشاهدونه لأول مرة. وتضيف: "المشهد السعودي كان على عتبة التغيير، فقد أنجز تطوير البنية التحتية، وتمت جدولة الفعاليات والأحداث."

وإلى جانب العديد من المشاركين، تعرب مليسا عن قلقها من تأثير كوفيد-19 على المشهد الفني السعودي المزدهر. وتقول: "لا زال علينا الانتظار لنرى البرامج التي ستبقى، وتلك التي سوف تؤجل، ربما إلى أجلٍ غير مسمى."

تتابع مليسا المشهد الفني السعودي منذ خمس سنوات، التي تقول إنها قد لا تبدو فترة طويلة: "لكن من حيث تطور المعارض والنشاطات الفنية السعودية المعاصرة، فقد كانت فترة طويلة بما يكفي لملاحظة بعض التغييرات." وتقدم مليسا، المحاضِرة في تاريخ الفن السعودي في جامعات المملكة المتحدة، معظم محاضراتها من خلال تطبيق "زوم"، حيث تصل إلى طلاب في هونج كونج وسنغافورة وإندونيسيا. وهي معجبة بالتشابهات التي يلمح إليها الطلاب بين نشوء الفن في السعودية ونشوئه في هونغ كونغ أو سنغافورة، ما يسمح لها برؤية زاوية إيجابية للوضع العالمي الحاليكما تصرح: "إنّه يجعلك تفكّر محليًا عن قصد وتفكّر عالميًا عن قصد أيضًا."

ورغم أنّ مليسا تشيد بالنمو السريع للمشهد الفني السعودي، وكذلك بالفرص التي ظهرت، إلا أنها تتقبّل فكرة التوقّف المؤقت: "خاصةً بالنسبة للأشخاص الذين يقيمون معارض في الوقت الحالي. فالكثير من المعارض التي أقيمت في المملكة مؤخرًا، كما علمت، تم إنجازها بسرعة كبيرة جدًا. ومن الرائع أن تكون قادرًا على رؤيتها. غير أنّ هناك أيضًا أشياء تفقدها عند تنفيذ الأنشطة بسرعة. لذلك، فإنّ فكرة القدرة على الإبطاء، واتباع مسارات البحث، والنظر إلى الفنّانين الذين قد لا يكونون أمام عينيك، ولكن في الواقع يقومون بممارسات مثيرة للاهتمام حقًا. أعتقد أن هذا يمكن أن يكون أحد الأشياء العظيمة التي نتجت عن هذا التوقف المؤقت."

وتسلط مليسا الضوء على الفرص المحتملة للفنانين الذين لم يتواصلوا بعد مع المجتمعات الإبداعية التي تحدد حاليًا ما نفكر فيه بالنسبة للمشهد السعودي. وتقول: "أنا متأكدة من أن هناك الكثير من الفنانين الذين يمارسون العمل خلف الأبواب المغلقة أو الأكثر تحفظًا في عرض أعمالهم. إنّ إدخال هؤلاء الأشخاص إلى تاريخ الفن السعودي الذي يتم كتابته الآن يمكن أن يكون ذا فائدة حقيقية للتاريخ الذي يتطور باستمرار."

وقد فكّرت مليسا كثيرًا في الاتجاهات المتعلقة بعمل الفنانين أو المتاحف على الإنترنت، ورغم أنه من المستحيل معرفة ذلك على وجه اليقين، إلا أنها لا تعتقد أن المتاحف سوف تبتعد بشكل دائم عن حضور الشخصي للجمهور: "جوهر المتحف أو المساحة الفنية التي تخدم الجمهور هو التقاء الناس في تلك المساحة. والطريقة التي تنتقل بها المعلومات على الإنترنت ومنصات وسائل التواصل الاجتماعي – معلومات متناثرة من مصادر مختلفة أو سلسلة رسائل عبر البريد الإلكتروني أو كلام شفهي، تختلف تماماَ عن تقديم الفن في الفضاء المادي ومعرفة من سيأتي لرؤيته. يجب أن تكون معروفًا ومعترفًا بك في مجالك، ولديك القدرة على تنظيم نشر المعلومات. لذا فإنّ فكرة محاولة إيصالها إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص، سواء كان ذلك رقميًا أو في البيئة المادية، سوف تبقى."

إحدى القضايا المهمة لمليسا هي إمكانية حدوث تباطؤ اقتصادي عميق. وهي أقل قلقًا بشأن الوقت الذي سنرى فيه عودة المعارض الفنية، ولكن بشكل أكثر وضوحًا كيف ستتغلب مساحات العرض والتجمعات الصغيرة على العاصفة. ومع ذلك، فهي تشير إلى أنه من غير المحتمل أن يكون هذا محسوسًا في السعودية مثل أي مكان آخر. وتضيف: "ربما ستعود السعودية إلى الجذور التي سبقت إنشاء وزارة الثقافة، وسبقت "إثراء"، وسبقت "حي: ملتقى الإبداع" من "الفن جميل". أعتقد أنّ السعوديين معتادون على العمل بموازنات ضئيلة والتسويق الشفهي، وهذه التجربة الأخيرة قد تخدمهم بشكل جيد للغاية."

بالنسبة للمملكة،  تشعر مليسا أنّ هذه قد تكون لحظة مثيرة بشكل خاص. وهي تسلط الضوء على برامج إثراء كمثال. فمنذ أن أصبحت رقمية، شهدت بعض البرامج زيادة تصل إلى 800٪ من حيث التفاعل والوصول. وهي تعتقد أنه يمكن للسعودية، وينبغي لها، الاستفادة من قدرتها على أن تكون رائدة فكرية في ما يتعلق بالفنون الإبداعية العربية، ودعم جمهور الفن في المنطقة الأوسع. كما تدعم مليسا فكرة "أن ننسى مجرّد خدمة الجمهور السعودي، والتفكير في خدمة الجمهور العربي بأكمله"، حيث تعتقد أنه إذا كان المشهد قادرًا على التوسع بهذه الطريقة، فسيكون ذلك في الواقع نتيجة إيجابية جداً لجائحة كورونا. وتشير مليسا إلى ميزة أخرى للمملكة، وهي معدل تحدّث اللغة العربية، التي هي - على عكس جارتها الإمارات العربية المتحدة - اللغة الرئيسية لمعظم الأفراد والشركات.

وتأمل مليسا رؤية اتجاهات نحو القطاعات المحلية والدولية في المستقبل. فمع محدودية السفر الدولي الآن، يمكن أن تكون الأحداث أكثر توجهًا نحو السكان المحليين. وهي تشير إلى معرض 21،39 من "فنون جدة" كمثال. وتوضح بالقول: "العودة إلى التركيز على الجمهور المحلي، وكذلك الدولي، يمكن أن تكون مفيدة للغاية لحدث تم تطويره في الأصل لدعم الروح المحلية". وفي ما يتعلق بالتواصل الدولي، تشير مليسا مرة أخرى إلى برمجة إثراء الرقمية، التي لها الآن مدى أبعد بكثير من المنطقة الشرقية ودائرتها الأساسية. وتضيف: "أن تكون قادرًا على الحضور في مساحة "زوم" نفسها مثل شخص في كاليفورنيا، وشخص في دبي، وشخص في سنغافورة، هو في الواقع مجتمع عالمي رائع. أعتقد أنه يمكنك فعلًا تفعيل ذلك بطرق مثيرة للاهتمام."

وتقول مليسا: "الشيء المثير للاهتمام حول المنصات الرقمية هو أنه لا يهم البلد الذي أتى منه المشاركون، أو الأشخاص الذين يعيدون توجيهك لأشياء مثيرة للاهتمام، أو الأشياء المثيرة للاهتمام التي تصادفها على تويتر. ولا يهم إذا كان شخص واحد يجلس في غرفة المعيشة الخاصة به وتصادف أنه يجمع كل هؤلاء الناس معًا، أو إذا كان مجمّع للفنون مثل إثراء هو الذي يجمع كل هؤلاء. هناك مستوى حقيقي من حيث أن أي شخص لديه إمكانية الوصول إلى "زوم" يمكنه فعل أي شيء، وهذا ربما لا يمكن تحمله على المدى الطويل، ولكنه مثير للاهتمام حقًا على المدى القصير."

وتترك لنا مليسا في ختام الحوار شعورًا بالتفاؤل، وغذاءً للروح والفكر في ما يتعلق بالإمكانات المستقبلية داخل المشهد الفني السعودي. وتقول: "التوقف المؤقت في هذه الفترة الديناميكية للمشهد الفني السعودي هو لحظة لا تصدّق. فجأة يمكنك التوقف والتفكير والسؤال: ما هي مبادئنا الأساسية؟ هل هذا ما أريد أن أفعله؟ ما الذي لم نتمكن من القيام به حتى تكون لدينا فرصة لإعادة النظر؟ هذه هدية ونعمة. سيكون من المثير للاهتمام أن نرى مدى تأثير ذلك على تطور المشهد السعودي وماذا سيحدث - وما كان ليحدث لو لم يكن لدينا هذه اللحظة للتوقف والتفكير في الأشياء. لذلك أعتقد أنه، من حيث التاريخ الملفت للمشهد الفني السعودي، حيث كان بطيئًا جدًا ثم تسارع بشكل مذهل، وهو أمر فريد حقًا.  سيكون من المدهش أن نرى كيف سيحوّل هذا كل شيء."

 

 

 هذه المقابلة بين إثراء و (مجموعة من الضيوف) هي جزء من سلسلة حوارات حول تأثير جائحة كورونا، ومستقبل الصناعة الإبداعية.

 

أخبار ذات صلة

For better web experience, please use the website in portrait mode