الترجمة في الملتقى الإثرائي الثاني تكشف واقع مترجمين الأدب العربي

ندرة مترجمين الأدب العربي تُثير مخاوف المهتمين في مجال الأدب والثقافة


لكون الترجمة وعاءً ناقلًا للأدب العربي، بحث المشاركون في الملتقى الإثرائي الثاني ضمن فعاليات "مسابقة أقرأ" التي يقيمها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ندرة المترجمين في مكاتب الأدب العربي، معتبرين أن الترجمة وجهة ليست حديثة العهد، وإنما تشهد تحوّلات تتطلب مزيدًا من الرعاية والعناية، للوصول إلى المستوى المرموق.

زوينة آل تويّه، المتخصصة في علم الترجمة القانونية والأدبية، وأحد مشاركات الملتقى، كشفت عن افتقار المكتبة العربية الأدبية لمترجمين ناقلين للحضارة العربية العريقة، ما يُحتم تكثيف الجهود لرصد المخزون العربي الأدبي لكبار الشعراء والأدباء والنقّاد؛ للبدء بمشروع الترجمات الأدبية والنقديّة، بوصف الترجمة أحد أعمدة الأدب القادرة على التنقيب عن جميع مصادرة المعرفة ونقلها للعالم الآخر بصورة منصفة، وترجّح آل تويّه أسباب الافتقار أيضًا إلى غياب التنظيم بين المترجمين، ما يمنح فرصة لترجمة كتب في مجالات معينة على حساب كتب في مجالات أخرى، مبيّنة "الثقافة العربية العريقة الزاخرة بالشعر والنثر وغيرها من فنون الأدب، تنتظر مترجمين قادرين على البدء بعملية الترجمة ونقلها وإتمام عملية النقل بضمان وصولها إلى العالم بأسرّه".

الترجمة كمنهج ومنظومة متكاملة ستكون قادرة على تحقيق الهدف المرجو في التنقيب والبحث، لاسيما أن مسابقة "أقرأ" أضافت هذا العام مسار "سفراء الترجمة" للمرة الأولى، إلى جانب مسارتها المتمثلة في "سفراء القراءة" و"قارئ العام"، فيما أكدت آل تويّه "أن أصحاب الفكر العربي يتعطشون لمترجمين واعدين، منوهةً إلى أن تفعيل المناسبات والفعاليات كمسابقة "أقرأ" ستكون كفيلة بإيجاد وسائل للوصول إلى كبار المترجمين، لاسيما أن المسابقة تتضمن ملتقى إثرائي قائم على خلق مجتمع معرفي متكامل، يسهم في استقطاب الكفاءات ومعرفة ما يدور من مستجدات ثقافية".

ولصَهر الترجمة بفنون اللغة العربية، ترفض أن يكون الكم على حساب النوع، مفيدة بأنه "لا نحتاج إلى أعداد من المترجمين، بقدر حاجتنا إلى نوعية ذات كفاءة عالية، لاسيما المتخصصين في الأدب العربي، فالهدف نقل وإيصال صورة حيّة نابضة قادرة على محاكاة الواقع الفعلي لشعراء وأدباء عمالقة في الثقافة العربية، التي لطالما تكشف عن كنوزها يومًا بعد يوم".

من جانبها أكدت إحدى متحدثات الملتقى الإثرائي الثاني والكاتبة والأكاديمية الدكتورة جوخة الحارثي، "أن الترجمة أحد أعمدة الأدب العربي ولا مجال للشك في ذلك، وفي الشعر العربي تتوق أنفسنا لشعراء قدامى نتباهى بهم أمام العالم الآخر، مطالبة بإعداد مترجمين متخصصين في الأدب العربي حيث بات وجودهم نادرًا والبحث، واصفه البحث عنهم كالتنقيب عن الدرر، مبينة أن مسابقة أقرأ ما هي إلا تجسيد لحالة التعطش للعودة إلى رفوف المكتبات لكبار الكتّاب والأدباء، وستسهم في خلق جيل قارئ متطلع يحاكي العالم بفكره وعلمه".

 

بقلم: سمية السماعيل

 

أخبار ذات صلة

For better web experience, please use the website in portrait mode