كارول هيلينبراند

كارول هيلينبراند

تلقت الأستاذة الجامعية كارول هيلنبراند تعليمها في جامعات كامبريدج وأكسفورد وإدنبرة، حيثُ أمضت معظم حياتها المهنية في تدريس اللغة العربية والتاريخ الإسلامي في تلك الأخيرة، بالإضافة إلى عملها في كلية دارتموث وجامعتي خرونينجن وسانت لويس بصفة أستاذ زائر. وهي حاليًا أستاذة فخرية في التاريخ الإسلامي بجامعة سانت أندروز. نُشر لها خمسة كتب أحدها بعنوان "الحروب الصليبية: وجهات نظر إسلامية" الذي خولها للفوز بجائزة الملك فيصل للدراسات الإسلامية لعام 1426هـ (2005م). كما نالت جائزة نايف الروضان للتفاهم العالمي والثقافي من الأكاديمية البريطانية 1438هـ (2016م) عن كتابها "مقدمة في الإسلام: المعتقدات والممارسات من زاوية تاريخية". 

نُشرت لها مقالات وفصول في ثلاث مجلدات أخرى، وتدور اهتماماتها البحثية حول نظرات المسلمين في الحروب الصليبية، وتاريخ سلاجقة الترك، وحياة الغزالي وعمله. وهي زميلة فخرية في الأكاديمية البريطانية وعضوة في الجمعية الملكية الخيرية بإدنبرة. نُشر على شرفها كتابين أكاديميين تذكاريين، وفي عام 1441هـ (2019م)، حصلت هي وزوجها روبرت على وسام من الجمعية الملكية الآسيوية، وهو أعلى جائزة في الجمعية تُمنح بشكل دوري تقديراً للمساهمات البارزة في مجال الدراسات الآسيوية. قلدتها الملكة إليزابيث لبريطانيا، رتبة تشريفية "ضابط في الإمبراطورية البريطانية" نظيرًا لخدمتها في مجال التعليم العالي في عام 1431هـ (2009م)، ثم رتبة تشريفية "قائد في الإمبراطورية البريطانية" لدورها في تعزيز فهم أفضل لدين الإسلام في عام 1440هـ (2018م).


روافد الفكر الملهمة وراء إنشاء المدرسة المستنصرية ببغداد

تتناول هذه الورقة رعاية الخليفة العباسي المستنصر بالله، الذي امتدت فترة حكمه منذ 623هـ (1226م) حتى وفاته في 640هـ (1242م)، للعمارة الإسلامية، كما ستركز على إنشائه للمدرسة المستنصرية ذائعة الصيت ببغداد. حيثُ سنتطرق إلى حفل افتتاحها الذي أُقيمَ في 5 رجب 631هـ الموافق 7 أبريل 1234م، الذي حضره الخليفة وأودع في مكتبتها المذهلة كتبًا وقفية في مجالات الفقه والعلوم والآداب. والخطة الشاملة التي تبناها لتعزيز مكانتها عبر دعوة نخبة من العلماء للحضور والعمل فيها، ومن المهم الإشارة بوضوح إلى كَون المدرسة المستنصرية أول مدرسة أنشأها خليفة. كما سننظر في أهمية الطبيعة الجديدة لهذه المدرسة، بترحيبها بكل المذاهب الفقهية الأربعة، إذ لم تنحصر بمذهب واحد وهو ما كان يهدف له الخليفة في دعم فاعليتها الطاغي على طابع فخامة مبناها. فقد صرّح علنًا عن دوره في إنشائها والإعلام عن ذلك بفخر شديد بذكر اسمه في النقوش على حجر التأسيس مقابل ضفاف النهر، والذي كان أضخم وأطول نقش للمدرسة في ذلك الوقت مما جعلها واضحة كالشمس من بين ما جاورها من مبانٍ، حيثُ أكسبها حجم مبناها وزخرفته المتكلفة وطموحها العالي امتياز التحفة الأسمى في العمارة العباسية التي أتت بعد تشييدها.


For better web experience, please use the website in portrait mode