"أقرأ" يعيد الحياة لرفوف المكتبات عبر معرض الكتبية لمقايضة الكتب

ثمة علاقة فكرية بين الكُتبية ومستقبل صناعة المحتوى الأدبي، فمعرض "الكتبية" الذي أقامه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء) مؤخرًا، شكّل تحوّلات لمرتاديه جامعًا العديد من المصنّفات الأدبية الذي استلهمت الزوّار إليه، لتبادل الكتب واقتناء المفضّل لديهم، للاقتراب إلى نقاط العلم وزخمه، وصولًا إلى ديناميكية مجتمعية وإرث ثقافي، لذلك استطاع زوّار المعرض فرض صورة مغايرة  دون عناء البحث والتنقيب من أجل الحصول على كتاب مقابل كتاب يحتفظ به، لاسيما أن عدد الكتب المستبدلة  بلغ نحو 3,400 كتاب خلال فترة إقامة المعرض الذي شهد أيضًا توقيع 133 كتابًا للزوار عبر منصات توقيع الكتب في المكتبة لأدباء ومفكرين ومؤلفين وهو  أحد مسارات برنامج إثراء القراءة ( أقرأ)،

حراك أدبي

طلبة جامعيون تجمهروا حول أركان معرض "الكُتبية " حاملين في حقائبهم كتب من رفوف مكتباتهم ليحصلوا على ما هو أكثر شغفًا، فالطالب عبد العزيز العبد الكريم (جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل) يجد ضالته بين كتب السينما والأدب فالأمر متاحًا أمامه، والفرصة ثرية بحسب تعبيره، مضيفًا "بتفاعل أدبي داخل حقول معرفية تصافحنا معها وجدنا ما يثري عقولنا ويغذي ذاكرتنا، فعندما بادرت بتصميم مكتبة داخل منزلي توقعت أن تخلّد الكتب لعشرات السنين، إلا أن معرض الكُتبية قدّم لي مساحة فكرية واسعة ذات جدوى". فلم يتوقف العبد الكريم ومجموعة من أقرانه عن البحث عن كتب تختلف كليًا عن الكتب الذي يمتلكونها، فالانهماك يبدو جليًا وفرحة العثور على مطلبهم أشبه بانتعاشه كاسحة، مضيفًا "احتساء القهوة وقراءة الكتب، وإمكانية استبدالها ما هو إلا شعور يغذي الروح والعقل، فكلما نهلت من العلم حرفًا تعمقت بعوالم القراءة ويليها الكتابة".

عند الوقوف على أعتاب معرض "الكُتبية"، يلوّح المهتمين من بعيد بروح التفاؤل، هذا حال لسان طالبة الدراسات العليا أمجاد العلي، التي تصف المشهد بأنه " أيقونة صامتة مبهجة أشعل جذوة الإبداع بداخل المهتمين، في ظل التقدم وسرعة التطور للقراءة الإلكترونية، لذلك فكرة المعرض ما هي إلا سعي حثيث نحو حفظ قيمة الكتاب بشكل عام والهوية الثقافية بشكل خاص".

مفكرين وأدباء

للمفكرين والمثقفين نصيب من التجول في معرض "الكُتبية" الذي استقطب أكثر من 3 آلاف زائر، إذ يجدون ذاتهم ويشبعون فضولهم وشغفهم في حب المعرفة والقراءة، في الوقت الذي اعتبروا بأن حراك "الكُتبية" واهتمام الشباب تأكيدًا على صون الكتاب والحفاظ عليه من قبل أجيال تعيش في ظل وتيرة تقنية متسارعة، ومما يبدو أن الزوّار متذوقين بحسب الكاتبة نورة العازمي، مضيفة "المنافسة على اقتناء الكتب عبر تبادلها، يعزز من دور القراءة التي تعكس لمتذوقيها حالة من التمازج الفكري الداخلي".  

الجدير بالذكر أن المعرض حالة من التبادل الثقافي والمعرفي بين القرّاء الذين يختلفون في ذائقتهم القرائية ويتفقون في فكرة تبادل الكتب، بما يضمن انتقال محتواها الثمين من فرد لآخر، وذلك ضمن مبادرات إثراء إيمانًا بأهمية القراءة بوصفها واحدة من أهم الوسائل في الإثراء المعرفي للأجيال القادمة، وسعيًا إلى إلهام وتطوير مليون شاب وشابة بحلول عام 2030، كما يتيح المعرض للزوّار استبدال 10 كتب من كتبهم بأخرى بلا مقابل مادي للاستفادة من شتى المعارف والعلوم.


- بقلم رحمة ذياب


المدونات المتعلقة

For better web experience, please use the website in portrait mode