أدباء ومثقفون يبحثون مستقبل الشعر العربي وسط تربّع الرواية على حساب الشعر

"إثراء" يمنح مساحة آمنة للشعر والفلسفة والنثر والموسيقى والترجمة لإلهام مشاركي مسابقة "أقرأ".


  

أبدت الروائية الحاصلة على جائزة "مان بوكر الدولية" لأفضل عمل أدبي مترجم للغة الإنجليزية عن روايتها "سيدات القمر"  عام 2019م الدكتورة جوخة الحارثي؛ قلقها على الشعر العربي لتربّع السرد في الأدب العربي على حساب الشعر الفصيح، مؤكدة على أهمية الشعر والسرد على حدٍ سواء، فيما أوضحت في إحدى جلسات الملتقى الإثرائي الثاني الذي يقيمه مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، ضمن فعاليات مسابقة "أقرأ"، أن الشعر العربي القديم لا زال الموروث الأكثر ثراءً، بيد أنه لوحظ استحواذ الراوية العربية خلال الأعوام الأخيرة في المشهد الثقافي؛ مما تسبب في انخفاض عدد متذوقي الشعر العربي القديم.

وتخلل الجلسات الحوارية تسليط الضوء على الجانب الموسيقي والفلسفي، ومدى انعكاسهما على الثروة القرائية والحصيلة المعرفية.

 

 

 

واستعرضت جوخة خلال مشاركتها في الجلسة الحواريّة، مستقبل الشعر العربي الذي حُظي بمكانة عالية في الثقافة العربية، حيث اتسمت دواوينه بقوة التعبير والفصاحة البليغة، موضحة بقولها "من دوافع الغيرة على الشعر العربي القديم، يجب ألا نستسلم أمام استحواذ السرد"، مبينّة أهمية الشعر العربي الفصيح الذي يزاحمه الشعر الشعبي حاليًا، بيد أن لكل واحد منهما أدبيات وجماهير متذوقة، فلا يمكن إطلاق الحكم على تصّدر إحداهما دون الآخر.

 

 

 

كما شارك الروائي العراقي أحمد سعداوي مؤلف رواية (فرانكشتاين في بغداد) الحائز على جائزة البوكر العربية عام 2014م، في فعاليات ملتقى أقرأ الإثرائي الثاني، عبر محاضرة بعنوان (لغة الرواية)، مشيرًا إلى التقاطع بين لغة الرواية ولغة الصحافة؛ كونه تقاطعًا هامًا ذهب باللغة إلى العالم الواقعي، مما طوّر إمكانيات اللغة وأدوات كتابة الرواية.

 

 

 

وفي سياق متصل، قدّم فاضل التركي المهتم بفنون الموسيقى المختلفة ورشة عمل بعنوان (لغة الموسيقى) حيث تعرّف القرّاء من خلالها على الفروقات بين المقطوعات الموسيقية وكيفية عزفها وتأثيراتها المختلفة على المتلقّي في الأفلام المرئية؛ باعتبارها جزءًا من صناعة المشاهد، كما نقل المشاركين إلى عالم مختلف حيث عرض مقطع سينمائي صامت، إلى جانب مجموعة من الموسيقى التصويرية المتنوّعة؛ لإظهار مدى تأثير الموسيقى كلغة على مشهد واحد بألحان مختلفة، بهدف تفكيك عناصرها إلى أبسط مكوناتها كقطع "الليغو" ثم تركيبها لصناعة مكونات ذات معنى ومضمون.

 

 

 

من جانبه، حاول الدكتور الأكاديمي عبد الله المطيري، الذي قدّم ندوة بعنوان "فلسفة الآخرية"، إيجاد حلول لأزمة اجتماعية تعصف بالمجتمعات، تتمثل في ارتباك العلاقات الاجتماعية بسبب الحداثة والعزلة عن الآخر، مبينًا أن هذه الأزمة تتحتم علينا الانغماس مع الآخر وإبراز علاقات العطاء من خلال تصوّر الذات والآخر، ما يُحدث ارتدادًا على النفس، مفيدًا بأن الثراء الفلسفي ديناميكي ويُخطئ أحيانًا، لا سيما أنه صادق وعلى الرغم من تعقيد إطاره إلا أنه أكثر مرونة وسلاسة في أعماقه، فخلف التعقيد تتزاحم البساطة التي لا تتناقض مع التعمق.

تجدر الإشارة أن الجلسات الحوارية قدّمت العديد من الجوانب النقديّة عبر طرح مسائل ذات علاقة وربطها بالواقع الحالي، وسط التأكيد على التلاقح الفكري الثقافي باعتباره أداة هامة؛ لتوسيع الآفاق بسلوك حضاري وثقافة تراكمية، لها دور في الأنماط الاجتماعية تتطلع لإثراء الجانب الثقافي.

 


  

بقلم : رحمة ذياب

أخبار ذات صلة

For better web experience, please use the website in portrait mode